من للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال؟! قادة الأسرى في سجون الاحتلال يخاطبون شعبهم الفلسطيني كله قائلين : نحن نموت يوميا موتا بطيئا، ونعاني ما نعانيه من معاملة عنصرية، واضطهاد، ونحن نرسف في القيود، لذا قررنا الإضراب العام عن الطعام والشراب، وعنواننا فيه : (الموت أو الكرامة).
عدونا يحرمنا زيارة الأهل والمحامين، ويمنع عنا الاتصال بذوينا من خلال الجوالات، ويضع أجهزة تشويش مسرطنة حولنا، ويسلبنا حاجاتنا في عمليات التفتيش والقمع المستمرة، ولا يوفر لنا العلاج اللازم، ويقهر قادتنا بإلقائهم في زنازين انفرادية لكسر شوكتهم، ورميهم بأمراض نفسية بسبب الوحدة، والعتمة الدائمة.
يا أهلنا هذه بعض مظاهر معاناتنا اليومية، وليست كل معاناتنا، ونحن قررنا الإضراب عن الطعام والمياه، لنقاتل عدونا بأمعائنا الخاوية، حتى نستعيد الأدنى من مظاهر الكرامة، والحقوق الإنسانية التي يجب على المحتل توفيرها للأسير. شعبنا لن نعود عن إضرابنا قبل أن تتحقق مطالبنا، وهي كلها مطالب حياتية، لا مطالب سياسية، ولا حزبية، إنها مطالب كل الأسرى بحدها الأدنى.
لبيك يا أسير. ثم لبيك. ثم لبيك. نحن الشعب، ونحن الفصائل، لن نتركك وحدك في معركتك (الكرامة 2)، وسنشارككم الإضراب والنضال حتى تنالوا الأدنى من حقوقكم، وسنفضح العدو ونكشف عدوانه وعنصريته، وسنعمل على إيلامه وإيجاعه بكل السبل الممكنة حتى يستجيب لطلباتكم. سنخرج له بعشرات المظاهرات والاعتصامات والفعاليات المختلفة، حتى يتراجع عن تعنته وصلفه، وحتى يعلم أن للأسرى أهلا، وفصائل، وشعبا، وكرامة، وأن شعب فلسطين لا ينسى أسراه، ولا يتركهم فريسة لسجان متوحش.
إن معركة أسرانا من أجل الكرامة والمطالب الحياتية، في حاجة إلى توسيع معركة الإسناد والمناصرة بمظاهرات شعبية في الضفة وغزة، وفي حاجة لأعمال تشعل الحدود، وإلى إضراب مواز لإضرابهم، وإلى إعلام على مدار الساعة يغطي أحداث معركتهم، وإلى مخاطبة الصليب الأحمر، والهيئات الدولية لتطبيق القانون الدولي، وحقوق الأسير، ورفع العقوبات التي يفرضها العدو عليهم، وعلى ذويهم.
نحن نطالب المجتمع الدولي بإخضاع السجون الصهيونية لإدارة دولية، فالعدو يقيم معاملته لأسرانا على قاعدة الانتقام، والمبالغة في الانتقام. وليس في هذه القاعدة كرامة، والموت أفضل منها. نطالب المؤسسات الدولية بتحرك عاجل لإنصاف الأسرى الفلسطينيين. كل التحية لأسرانا الأبطال . "إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا".