أكد مدير المسجد الأقصى السابق، ناجح بكيرات، أن المسيرة الراجلة التي انطلقت من حيفا، السبت الماضي، متجهة نحو المسجد الأقصى المبارك، تحمل ثلاث رسائل.
وكان رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل عام 1948، الشيخ رائد صلاح، قد شارك في المسيرة التي انطلقت من مسجد الحاج عبد الله في حي الحليصة في حيفا إلى القدس المحتلة، دعما للأقصى، قبل دخوله سجون الاحتلال، حيث سيمكث فيها تسعة شهور، بعد صدور حكم من الاحتلال بحقه بالسجن الفعلي لهذه المدة.
ومن المتوقع أن يقطع المشاركون في المسيرة مسافة 180 كيلومترا، فيما أوضح بكيرات أنه من الممكن أن تصل المسيرة إلى القدس المحتلة، بعد نحو أسبوع.
وأشار بكيرات إلى أن المسيرة تعبر عن ثلاث رسائل، الأولى أنها تشكل تواصلا مع المقدسات وعلى رأسها الأقصى المبارك ورسالة تواصل مع القدس المحتلة، وأن الاحتلال الذي يقيم السدود والحدود ويحاول تهويد المدينة لن ينجح في ذلك.
وأكد أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن القدس العاصمة الأبدية لفلسطين، وسيزحف إليها من كل مكان في فلسطين المحتلة.
وأشار إلى أن الرسالة الثانية، هي "رسالة إلى شعبنا الفلسطيني أن عليكم أن تزحفوا نحو القدس، فأنتم تملكون المواصلات والوصول وعليكم أن تصلوا إلى القدس؛ لأن غياب العنصر البشري عن الأقصى يعني أن يكون هناك فارغًا".
أما الرسالة الثالثة، فهي للعالم العربي والإسلامي، أن القدس مازالت محتلة، وأن الأقصى والقدس وحيفا هي جزء واحد في التراب الفلسطيني، وأن فلسطين تستصرخكم وعلى رأسها مقدساتها، والكلام لايزال لبكيرات.
وبيّن بكيرات، أن المسيرة ستستمر في 20 قرية حتى تصل إلى القدس المحتلة.
وقال: "إن المشاركين في هذه المسيرة يرفعون الهمة والعزيمة، ويزورون القرى ويوجدون نوعا من التواصل بين القرى الفلسطينية"، متوقعا وصول المسيرة للقدس بعد أسبوع، فيما نبه إلى أنه لا يروق للاحتلال الإسرائيلي انطلاق هذه المسيرة.
وأوضح مدير الأقصى السابق، أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس "البلطجة العسكرية والقوة الغاشمة كي يفرغ مركز مدينة القدس من الفلسطينيين"، لافتا إلى أن الاحتلال "استفاد من الوضع الإقليمي"، وفق قوله.
ووصف بكيرات الوضع في القدس بأنه "لا يَسُر"، لكنه استدرك: "القدس لم تجف رغم وجود محاولات لتشويه المدينة وتشتيت أهلها والوضع في داخل الأقصى؛ إلا أننا لم نستسلم يوما ولم نرفع الراية البيضاء".
وتابع: "الوضع صعب ولكن الصعوبة لا تعني أن نستسلم أو نرفع الراية البيضاء".
وبشأن سجن الاحتلال الإسرائيلي، للشيخ صلاح، قال بكيرات: "إن المشروع الإسلامي شجرة وكلما حاولوا تقليمها تزداد قوة وصلابة وتثمر".
وأضاف: "إن التاريخ لم يسجل أن محاربة الحركات الإسلامية وسجن أتباعها يقيدها، على العكس إن هذا الأمر يزيدها نشاطا وامتدادا وقوة".
وكانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد حظرت، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي الحركة الإسلامية في الداخل المحتل.