من يقرأ مضامين الحملة الانتخابية للأحزاب الإسرائيلية فيما يتعلق بغزة والضفة والقدس، فإنه يرى إجماعا إسرائيليًا على ضم القدس، وإجماعا آخر على رفض العودة لحدود 1967م، وإجماعا على ضرب غزة بقوة كلما استدعت الحاجة، وشبه إجماع على منع قيام دولة فلسطينية، وحزب العمال، وحزب ميرتس هما اللذان ذكرا قيام دولة فلسطينية من دون تفصيل.
وبناء على هذه الخطوط العامة لا يمكن لعباس أو لغيره من الفلسطينيين أن يزعم قيام الدولة الفلسطينية قريبا، حيث لن يصل ميرتس والعمال إلى الحكم، وسيحكم اليمين، أو يسار الوسط، وكلاهما متفق على الخطوط العامة آنفة الذكر، لذا سيشهد الفلسطينيون مرحلة طويلة جديدة من إدارة الصراع، وربما تشهد هذه الفترة قرار فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، أو ضم منطقة (ج).
حين صرح نتنياهو بأن الوقت قد حان لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة، معتمدا على الزخم الذي أحدثة ترامب بالاعتراف بضم (إسرائيل ) للجولان، قال له عضو من الكنيست: إن هذا الإجراء سيؤدي إلى سقوط السلطة، وبروز حماس، ولكن يبدو أن نتنياهو بات لا يخاف سقوط السلطة، ولا بروز حماس، لأنه في استراتيجيته فيما يبدو يعمل على ضم الضفة الغربية، ضما نهائيا، لا سيما إذا حصل على تأييد أميركي.
في ضوء هذه الفصول الإسرائيلية العدوانية، وتداعياتها المستقبلية، يواصل يوسف بن علوي وزير خارجية عمان التجديف، والإساءة لتاريخ عمان، وللعروبة، وللفلسطينيين، حيث يعلن أن العرب تجاوزوا التطبيع مع (إسرائيل)، والآن نحن في حاجة للعيش بسلام مع (إسرائيل)، وتطمينها على مستقبلها في المنطقة العربية؟!
لو أحسن ابن علوي قراءة الخطاب الانتخابي للأحزاب الإسرائيلية، ولو أحسن قراءة نتنياهو في دعوته لفرض السيادة على الضفة، لربما أدرك أن خطر (إسرائيل) على الحقوق الفلسطينية، وعلى الأراضي العربية يتزايد، ولربما توقف عن هذه التصريحات التي تنحرف عن الإجماع العربي، وعن التاريخ العماني مع القضية الفلسطينية.
إننا في فلسطين في غاية الدهشة والاستغراب من هذه التصريحات العمانية المجانية، التي جاءت بعد زيارة نتنياهو لعمان مؤخرا، وكأن عمان تريد دعم فوز نتنياهو في الانتخابات بالتنازل عن الحقوق الفلسطينية؟! ولكن محبة نتنياهو لا ينبغي أن تكون بكراهية المطالب الفلسطينية، فما هكذا تورد إبل السياسة يا وزير الخارجية المحترم.