قال ناهد الفاخوري، مدير مكتب إعلام الأسرى "إن الأسرى بدؤوا إضرابهم فور تراجع الاحتلال عن جهود تبذل لوقف الإضراب وتلبية مطالب وحقوق الأسرى بالعيش الكريم"، مشيراً إلى أن قضية الأسرى هي صاعق تفجير الأوضاع في وجه الاحتلال.
وأوضح الفاخوري لصحيفة "فلسطين" أن الإضراب يهدف لتحقيق مطالب إنسانية تتلخص بالتالي: إزالة أجهزة التشويش، ورفع كل العقوبات بعد عمليات القمع الأخيرة بحق الأسرى في عوفر ورامون والنقب، وعلاج الأسرى المصابين بعد القمع.
وأضاف: "الأسرى يطالبون بإعادة الأوضاع قبل عمليات القمع التي جرت منتصف فبراير الماضي، وتمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم، وإعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها، ووقف العقوبات على الأسرى القديمة والجديدة".
ودعا الفاخوري الكل الفلسطيني للتضامن مع الأسرى شعبياً وسياسياً وحقوقياً في ظل الوضع الفلسطيني الراهن الذي تمر فيه القضية الفلسطينية، باستباحة الاحتلال المقدسات الإسلامية والاعتداء عليها، واستباحة الضفة الغربية وحصار غزة.
وحمل الأسير المحرر، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مؤكداً أن الإضراب عن الطعام ليس غاية أو هدفا، بل من أجل تحقيق الحياة الكريمة للأسرى.
ودعا السلطة الفلسطينية إلى اتخاذ دور جاد وحقيقي من أجل الدفاع عن الأسرى وتدويل قضيتهم، وتقديم قادة الاحتلال للمحاكم الدولية، وتطبيق الاتفاقيات الدولية التي تكفل للأسرى حقوقهم بالعيش الكريم.
وبدأت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بالإضراب المفتوح عن الطعام ظهر اليوم، احتجاجاً على تعنت إدارة السجون وعدم استجابتها لمطالب الحركة.
حالة نفير
وقال مكتب إعلام الأسرى إن الأسرى ارتدوا زي السجن (الشاباص) بعد إعلان حالة النفير في كل السجون استعدادًا للالتحاق بالفوج الأول من المضربين.
كما سلمت قيادة الحركة الأسيرة إدارة السجون قوائم بأسماء المضربين عن الطعام من كل أقسام السجون.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان، أن قيادات الحركة الأسيرة ومعهم مئات الأسرى بدؤوا بالإضراب المفتوح عن الطعام بعد تعنت إدارة السجون وعدم استجابتها لمطالب الحركة الأسيرة.
وبينت الهيئة، أن قرابة 150 أسيرا فلسطينيا شرعوا ظهر اليوم، بإضراب مفتوح عن الطعام والماء، في سجني ريمون والنقب، في معركة أطلقوا عليها اسم (معركة الكرامة 2)، على أن تدخل دفعات متتالية من الأسرى للإضراب من مختلف السجون خلال الأيام المقبلة.
وقالت إن الحوار مع إدارة سجون الاحتلال وقيادة الحركة الأسيرة "وصل لطريق مسدود، وذلك بسبب تعنت الإدارة ومن خلفها المستوى السياسي الإسرائيلي في الاستجابة للمطالب الحياتية الإنسانية للحركة الأسيرة والمكفولة بكل الشرائع والقوانين الدولية".
ولفتت الهيئة إلى أن إدارة سجون الاحتلال لم تستجب لمطالب الحركة الأسيرة كإزالة أجهزة التشويش وإعادة زيارات أهالي أسرى قطاع غزة، وعدم التوصل الى تفاهمات واضحة حول تركيب أجهزة تلفونات عمومية بين أقسام السجون، وعدم إنهاء عزل الأسرى المعاقبين إثر الاحداث الأخيرة في سجن النقب الصحراوي، ووقف عمليات الاقتحام والتنكيل والاهمال الطبي بحقهم وغيرها من مطالب.
مطالب الأسرى
وتقدم الأسرى المضربون عن الطعام، بشكل رسمي قيادات الهيئات القيادية للحركة الأسيرة من الفصائل الوطنية حركتي حماس والجهاد الإسلامي، والجبهتين الشعبية والديمقراطية، إضافة لعدد من أسرى حركة فتح بشكل فردي.
والأسرى القادة هم: محمد عرمان (40 عاماً) من مدينة رام الله، والمحكوم 36 مؤبدا، ممثلاً عن أسرى حماس، والأسير زيد بسيسي (41 عاماً) من طولكرم، والمحكوم بالمؤبد و55 عاماً، ممثلاً عن أسرى الجهاد الإسلامي، والأسير وائل الجاغوب (43 عاماً) من نابلس، والمحكوم بالمؤبد، ممثلاً عن أسرى الجبهة الشعبية، والأسير حسين درباس (37 عاماً) من القدس، والمحكوم 25 عاماً، ممثلاً عن أسرى الجبهة الديمقراطية، والأسير أكرم أبو بكر (41 عاماً) من طولكرم، والمحكوم بالمؤبد من حركة فتح.
وقال نادي الأسير الفلسطيني في بيان له: "إن الأسرى أعلنوا معركتهم الجديدة (معركة الكرامة 2) في محاولة جديدة لاستعادة حقوقهم التي سُلبت منهم، وكذلك للحفاظ على ما تبقى من إنجازاتهم التاريخية، ووضع حد لعمليات القمع التي اشتدت ذروتها منذ مطلع العام الجاري 2019 والتي نتج عنها إصابة العشرات من الأسرى، وتحديداً بعد نصب أجهزة التشويش في عدد من أقسام السجن للأسرى".
ردود فعل إسنادية
وقالت لجان المقاومة الشعبية في بيان: "ندعم أسرانا في معركة الكرامة وكل الخيارات متاحة من أجل إسناد الأسرى حتى انتزاع حقوقهم كاملة".
فيما قالت حركة المجاهدين: "لن نترك أسرانا وحدهم في المواجهة"، محملةً الاحتلال المسؤولية عن حياة المضربين.
وأفادت جمعية واعد للأسرى، أن نحو 30 أسيراً من الأسرى المضربين، كتبوا وصاياهم وأودعوها لدى قيادة السجون وهم فرسان كتيبة الفدائيين الذين سيخوضون الإضراب عن الماء.