يوسف بن علوي، وزير خارجية عمان، يتعاطف مع تخوفات (إسرائيل)، ويطالب العرب والفلسطينيين بتبديد تخوفات (إسرائيل) على مستقبلها ووجودها، من خلال اتفاقات وإجراءات لم يحددها؟! جاءت تصريحات ابن علوي في المنتدى الاقتصادي الذي انعقد على ساحل البحر الميت في الأردن يوم السبت الماضي؟!
ابن علوي يعلم جيد أن (إسرائيل) هي الأقوى عسكريا واقتصاديا في المنطقة، ويعلم أن أميركا والغرب يدعمان (إسرائيل)، ويعلم أن (إسرائيل) تحتل الأراضي الفلسطينية، وتضم إليها القدس والجولان، ويعلم أن مصر، والأردن، والسلطة الفلسطينية، عقدوا معها اتفاقات سلام، وأقاموا معها تطبيعا، وتعاونا أمنيا غير مسبوق، ويعلم أن العرب أطلقوا مبادرة للاعتراف والتطبيع، وبلاده وافقت عليها، في حين رفضتها (إسرائيل)، ومن ثمة وفي ضوء ما تقدم نسأل الوزير العماني بكل احترام لبلده، ما هي المبادرة التي يريدها من العرب، حتى ينزع بها خوف (إسرائيل)، وقلقها على وجودها؟!
يقول الوزير: "نريدهم أن يشعروا أنه لا توجد تهديدات لمستقبلهم، نحن علينا وعلى الفلسطينيين أن يساعدوا الإسرائيليين على الخروج من هذا الخوف الذي يهددهم؟!". وحين تكلم أيمن الصفدي وزير خارجية الأردن قال في رده غير المباشر: إن المشكلة ليست في خوف (إسرائيل)، المشكلة في احتلالها الأراضي العربية، إذا قال الإسرائيليون إنهم غير مرتاحين فهذه ليست مشكلتي". صدق أيمن الصفدي، وأخطأ ابن علوي. ولكن لماذا أصاب الصفدي، وأخطأ ابن علوي؟! وما دلالة هذا الذي جرى في منتدى اقتصادي عربي دولي بحضور فلسطيني؟! أنا لا أود الإجابة، لأن كل فلسطيني وعربي يعرفها جيدًا، حتى ابن علوي نفسه يعرفها.
إذا كانت (إسرائيل) تخاف مستقبلها، وتعيش قلقا وجوديا من صنع يدها، فنحن الفلسطينيين نخاف على أرضنا ومستقبلنا، فقد قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مساء السبت، في مقابلة على القناة 12 العبرية، وبعد تصريح ابن علوي: "سننتقل إلى المرحلة التالية المتمثلة في تطبيق السيادة الإسرائيلية تدريجياً على الضفة الغربية ولن أتنازل عن المستوطنات في الضفة الغربية وكل بؤرة استيطانية هي جزء من "إسرائيل" ولن نُخليها كي يملأ الفراغ الإسلام المتطرف".
ما رأي ابن علوي في هذه التهديدات المخيفة؟! وما إجابته على تخوفات الأردن من مسألة الوطن البديل؟! لماذا نشعر نحن والأردن بخوف من عدوان (إسرائيل)، ولا يشعر به ابن علوي؟! وهل هو في حاجة لأن تحتل (إسرائيل) جزءًا من أراضي عمان أو الخليج لا سمح الله كي يشعر هو بالخوف الذي نشعر به نحن في فلسطين، والأردن؟!
كنا في الماضي نطالب القادة العرب بتحرير فلسطين، ثم أخذنا نطالبهم بدعمنا، والآن للأسف نطالبهم بالصمت، أو بالحياد، ففي الحياد والصمت نعمة لا يدركها في السياسة إلا شعب فلسطين.