قائمة الموقع

بما لا يملك ترامب يدعم نتنياهو في الانتخابات المرتقبة

2019-04-07T07:35:16+03:00
صورة أرشيفية

كانت أحدث قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرفوضة دوليًّا اعتراف إدارته بما أسماها "سيادة (إسرائيل)" على الشق الذي تحتله من هضبة الجولان السوري منذ 1967م، قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى بعد غد.

ويأتي ذلك مع مساع حثيثة يبذلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو زعيم حزب "ليكود" للفوز بولاية خامسة.

وتلك الخطوة التي أقدم عليها ترامب يعدها مراقبان "خدمة ذهبية" قدمها لصديقه نتنياهو، في سياق الدعاية الانتخابية لانتخابات "الكنيست".

لكن هذا ليس القرار الأول الذي يتخذه ترامب ضد الحقوق الفلسطينية والعربية، إذ إنه اعترف في السادس من كانون الأول (ديسمبر) 2017م بالقدس المحتلة "عاصمة" للكيان الإسرائيلي، وأوقف مساهمة بلاده في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سعيًا إلى إلغائها.

ويرى مراقبان أن للموقف الأمريكي الذي تمثله إدارة ترامب واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة تأثيرًا كبيرًا على نتائج الانتخابات المرتقبة.

ويعد حزب "كحول-لفان" الذي يتزعمه رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس منافسًا قويًّا لحزب ليكود، لكن تظهر استطلاعات الرأي مع ذلك أن من المتوقع تمكن نتنياهو من تشكيل حكومة جديدة.

وتقسم الأحزاب في كيان الاحتلال إلى: (يسار، ووسط، ويمين)، لكنها جميعًا تقوم على محاربة الحقوق الفلسطينية.

"نبوءات مزعومة"

ويقول المحلل السياسي د. أحمد عوض في حديث إلى صحيفة "فلسطين": "هناك تأثير كبير للوبيات اليهودية والموقف الأمريكي على الانتخابات الإسرائيلية، خاصة هذه المرة، فكلٌّ يريد (ما يسمى) اليمين، ويريد نتنياهو".

ويوضح أن الإدارة الأمريكية تريد إنجاح نتنياهو بأي ثمن، كما أن ما أسماه "اليمين المتطرف" في أمريكا يريد ذلك، مشيرًا إلى وجود علاقات كبيرة بينهما.

ويلفت إلى أنه "في كل مرة اللوبيات في أمريكا تلعب دورًا في توجيه الجمهور الإسرائيلي والناخبين لمصلحة هذا المرشح أو ذاك وفقًا للمصالح"، قائلًا: "الدعم الأمريكي موجه الآن لـ(ما يدعى) اليمين، لأن جماعات متطرفة من الحزب الجمهوري -وترامب منهم- يتبعون نبوءات يهودية مزعومة توجب دعم (إسرائيل)".

ويصف عوض طاقم ترامب بأنه عبارة عن "يهود متطرفين".

وفي إطار تبادل المصالح والأدوار، يوجد لوبيات اقتصادية كبيرة معنية بإنجاح ترامب لأنه يقود سياسة اقتصادية حازمة جدًّا، وهم يدعمونه من أجل البقاء وتعزيز مصالحهم بالقوة، وفق قول عوض.

ويضيف: "الحديث هنا عن لوبي يهودي صناعي اقتصادي يريد بقاء ترامب في السلطة، وهذا كله يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي".

وعن قرار ترامب الأخير بشأن الجولان السوري المحتل، يوضح أنه يصب في مصلحة نتنياهو على صعيد الانتخابات الإسرائيلية، إلى جانب تحقيق مصالح اقتصادية أمريكية إسرائيلية مشتركة لها علاقة بالثروات، منها استثمارات أمريكية في الغاز والماء، بأراضي الجولان.

ويشير عوض إلى أن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات، وسفيره لدى كيان الاحتلال ديفيد فريدمان، وجميع سفرائه في المنطقة يعملون لإنجاح نتنياهو وبقائه، قائلًا: "الإدارة الأمريكية تريد نتنياهو، وعليه الجمهور الإسرائيلي سيتأثر بذلك الاتجاه، وهذه اللعبة تسير مكشوفة للجميع".

بدوره يتفق الإعلامي المتابع للحملات الانتخابية الإسرائيلية علي دراغمة مع حديث عوض، عن تأثير الإدارة الأمريكية مباشرة على الانتخابات، خاصة بعد ما قدمه ترامب الذي لا يملك لنتنياهو الذي لا يستحق.

ويقول دراغمة لصحيفة "فلسطين": "نحن اليوم أمام تحالف بين رجلين هما نتنياهو وترامب، فالأخير يعمل لمصلحته الشخصية ومن أجل الانتخابات الأمريكية القادمة، وهو يقول إنه أوفى بوعوده للوبي اليهودي والحركة الصهيونية، و(إسرائيل)، ونتنياهو يريد أن يخرج بجزء كبير من الإنجاز أمام جمهوره وهو في مرحلة تكثر فيها الاتهامات بالفساد ضده".

ويوضح أن الناخب الإسرائيلي يتحدث عن فساد نتنياهو ويذهب إلى انتخابه، متابعًا: "هذا ليس محيرًا، بل يعي الناخب تمامًا أنه أمام شخص ثعلب ودجال، ومتوافق مع ترامب ويوجد مصالح مشتركة بينهما".

ويضيف دراغمة: "في المحصلة هناك تأثير مباشر من المواقف الأمريكية وإدارة ترامب واللوبيات اليهودية الضاغطة على الانتخابات الإسرائيلية، وهناك دعم لما يسمى اليمين الإسرائيلي برئاسة نتنياهو".

ويلفت إلى أن الكيان الإسرائيلي يعد "شرطي أمريكا" في المنطقة، وينفذ المهام التي تريد، وقد عزز نتنياهو ذلك.

ويتابع دراغمة: "أمريكا راضية عن كل ما يقوم به ترامب وتصدق عليه وتستفيد منه، لكنها ترفض أعماله في العلن تحت مسميات مختلفة، مع وجود معارضة ضعيفة، فهو في نظر الأمريكيين يحقق إنجازات كبيرة، وإنه يعمل من أجل البقاء أربع سنوات أخرى".

ويكمل: "الدعم الأمريكي لليمين الإسرائيلي سيقابل بدعم متبادل، وسيأتي اليوم الذي يحتاج فيه ترامب لدعم اللوبيات اليهودية وجماعات الضغط الصهيونية، خصوصًا في الانتخابات الأمريكية القادمة".

ويلفت دراغمة إلى أن ما يحدث هو أن نتنياهو وترامب يتفقان بأفعالهما المتغطرسةوكذبهما المعلن، ويتحدثان عن تحالف إستراتيجي بينهما.

ووفق اطلاع دراغمة إن قرار ترامب الأخير بشأن الجولان قلص "النقمة" في الشارع الإسرائيلي على نتنياهو، مع اتهامه بقضايا فساد، وأصبح ينافس على حكم الكيان أربع سنوات قادمة بفارق قوي مع تقدم "اليمين" الإسرائيلي، وهو ما تشير إليه استطلاعات الرأي.

ويكمل: "إن استطلاعات الرأي كانت تشير قبل قرار ترامب الأخير بخصوص الجولان إلى تراجع حزب ليكود الذي يترأسه نتنياهو"، قائلًا: "الخطوة كانت دعمًا مباشرًا ومطلقًا لليمين بزعامة نتنياهو، مع وجود أحزاب إسرائيلية صغيرة تبحث عن وزارات ومكاسب مالية، وتتحالف مع الأقوى".

اخبار ذات صلة