رؤية نتنياهو السياسية بخصوص صفقة القرن، والسلطة في رام الله, وحماس في غزة. نتنياهو حرص على تقديم الخطوط العامة لرؤيته هذه قبل الانتخابات. ما قاله نتنياهو ربما يجلب له مزيدا من الأصوات الانتخابية، ويقطع الطريق على الاتجاهات التي تزايد عليه. رؤية نتنياهو جاءت قبل أربعة أيام من الانتخابات، من خلال صحيفة إسرائيل اليوم المقربة منه في توقيت مقصود، وأهداف مقصودة.
نتنياهو ليس بمعزل عن عملية طبخ وإنضاج صفقة القرن، ولكنه يبدي هو بعدا ما ومسافة ما عنها، وكأن أميركا تخطط لها بمعزل عنه، لذا هو يضع ثلاثة شروط على قبولها وهي: ١- استبقاء المستوطنات كما هي قائمة تحت السيادة الإسرائيلية.٢- عدم تقسيم القدس. ٣- السيطرة الإسرائيلية على المواقع القائمة غرب نهر الأردن.
هذه الشروط الثلاثة تمثل ثوابت اليمين الإسرائيلي، والمتدينين، على اختلاف أحزابهم، ولا أحسب أن أحزاب يسار الوسط ترفضها، أو تخالفها، فلم يقدم ائتلاف (ازرق أبيض) عرضا بتقسيم القدس أو الانسحاب من غور الأردن، ولا أظنه يستطيع تقديم مثل هذا العرض.
نتنياهو الذي كشف عن شروطه بلغة حاسمة لا تردد فيها، صادر مشروع حل الدولتين، ومفهوم حدود 1967م، وقضى نهائيا على مشروع عباس التفاوضي، بل إنه تقدم خطوة إلى الأمام برفضه أي تواصل بين غزة والضفة، حيث يقول " لقد قُطعت العلاقة بين غزة وبين (يهودا والسامرة)، (الضفة الغربية). هذان كيانان منفصلان، وأعتقد أن هذا ليس أمرا سيئا بالنسبة لإسرائيل. وهذا الأمر جلبه أبو مازن على نفسه بيديه. لقد قلص تحويل المال. واعتقد أنه بذلك سيشعل غزة، وأننا سنحتل غزة بثمن دموي، وأنه بالدم الإسرائيلي سيحصل على غزة على طبق من فضة. وهذا لم يحدث". ثم يقول:" ومن يعتقد أنه ستقوم هنا دولة فلسطينية تغلفنا من اتجاهين، فهذا الأمر لن يحدث".
ويرى نتنياهو أنه تمكن من ردع حماس، وأنه قتل أكثر من 300 فلسطيني عند السياج، وأن حماس ملجومة وتريد فترة هدوء كي تصمد أمام الضغوط الهائلة في غزة، ولم ينس نتنياهو استراتيجية تحويل الصراع لعدو آخر، حيث ذكر خطر إيران والإسلام المتطرف كما يزعم.
ويمكن تجريد رؤية نتنياهو بعيدا عن التفاصيل في نقاط محددة حسب تصريحاته الأخيرة وهي:( نعم لصفقة القرن بالشروط الثلاثة المذكورة. العمل على استبقاء الانقسام الفلسطيني. لا لدولة فلسطينية في الضفة ولا لدولة في غزة. تحويل الخطر في المنطقة نحو إيران والحركات الإسلامية. المحافظة على حياة إنسانية في غزة بما لا يضر إسرائيل، لا حرب في غزة من أجل عباس ). بعد هذا التجريد يمكن القول كيف للفلسطينيين أن يواجهوا رؤية نتنياهو؟!