عندما كنتُ صغيرًا في المدرسة، لم أعِ لم نجلس في بيوتنا في المناسبات الدينية أو الوطنية المختلفة، بل إنها كانت بالنسبة لي وللأغلبية يوم الراحة والإجازة و"الطشة".
فلنبدأ من مكان إعلام الطفل بأيام المناسبات وأقصد المدرسة، حيث لا يتورعُ المدرسون أن ينقلوا الخبر لطلبتهم بأن غدًا "يوم إجازة وراحة"!، دون الحديث أو التطرق بأي شكل لفكرة اليوم التي كانت دافعًا لتعطيل الدراسة والعمل في البلاد عامةً.
ربما لدي وجهة نظر متطرفة في رفض فكرة الإجازة أصلًا في هذه المناسبات، وضرورة أن تكون يوم نشاطٍ للفعاليات داخل المؤسسات، دون أن يجلس أحدٌ في بيته، لكنني على قناعة أيضًا أن مجرد طرح هذه الوُجهة لا يستقيم مع ما تعود عليه الناس، وسيكون معارضوها كثرًا، مؤيدوها نادرين –إن كان هناك مؤيدون أصلًا–، لكن الجزء الثاني وهو ضرورة أن تكون هذه المناسبات يومًا للفعاليات وتعزيز أفكار هذه المناسبات، لا بد من طرحه دائمًا وأبدًا حتى يتم تطبيقه وعدم إغفاله أبدًا.
اقرأ المزيد: جدول أيام العطل والإجازات الرسمية في فلسطين لعام 2023م.. بالتفصيل
الأهل هنا تعقد عليهم المسئولية الأولى، فصحيحٌ أن يوم الإجازة هذا سيكون فرصة جيدةً للترفيه والخروج عن روتين الحياة اليومي، لكن من واجب الأبويْنِ أن يمارسا دورهما في إيصال رسالة هذا اليوم، ففي يوم مثل "الإسراء والمعراج"، لا بد من فقرة في يوم الترفيه تشرح للأطفال هذه الحادثة الفارقة في التاريخ الإسلامي، وفي "يوم الأسير الفلسطيني" لا بد من رحلة نحو الاعتصام الدوري لأهالي الأسرى، أو حضور لقاء خاص بالأسرى، أو حضور فيلم ...إلخ.
وإغفال الأهل لهذه المناسبات ليس هينًا؛ فهو يُفقد الأطفال تدريجيًا تعلقهم برمزية هذه المناسبات دينيةً أو وطنيةً، ويصبح بعد ذلك لا قيمة لهذه الرمزية التي لا تمثل يومًا، بل تمثل أفكارًا ومعتقدات ومبادئ لشخصية الإنسان.
كما أن على المؤسسات التعليمية –المدارس خصوصًا- أن تعطي لهذه المناسبات قيمتها، بالحديث عنها مع الطلبة قبل يوم منها على الأقل، حتى تزرع فيهم فكرة أن إجازتهم ليست من باب الترف والنزهة، بل هي بسبب معتبر، ولتعزيز مبدأ بالغ الأهمية.