وافقت ذكرى "الإسراء والمعراج" هذا العام، وباب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك مفتوح أمام المصلين بعزيمةٍ مقدسيةٍ وإصرارٍ فلسطيني كسر قيوده في الثاني والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، عقب إغلاق الاحتلال الإسرائيلي له بقرار عسكري منذ 2003.
المقدسي خالد السيوري (62 عامًا) من قدامى حراس المسجد الأقصى، يقول: "ما جرى هذا العام نقلة نوعية داخل المسجد المبارك، فأهل القدس يسجلون نقاطًا تراكمية على الاحتلال في كل محطة، ولم يعد هناك مستحيل من وجهة نظرهم، ونحن نعلم مكر الاحتلال ومخططاته، لكن الثبات والعزيمة قادرة على تحقيق كل شيء".
وأكد السيوري لصحيفة "فلسطين"، أن باب مبنى الرحمة أغلقه الاحتلال عدوانًا وظلمًا، وأنه كان يخطط لإفراغ المنطقة الشرقية كلها من المسلمين، لكن خاب ظنه وفشلت مخططاته.
ولفت رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إلى أن ذكرى الإسراء والمعراج هذا العام تتزامن مع انتصار مؤزر للمقدسيين بفتح باب مبنى الرحمة، وأنها جاءت كرسالة للاحتلال ومستوطنيه بأن مخططاتهم باءت بالفشل.
وقال صبري لـ"فلسطين": إن ذكرى الإسراء والمعراج تذكرنا بالمعجزة الربانية، وتدعونا للحفاظ على مسرى رسولنا الكريم، وجاءت في ظل انتصار فتح باب الرحمة المستمرة فيه الصلاة منذ فتحه في فبراير الماضي، مؤكدًا أنه "لن يغلق مهما كلف الأمر".
وأضاف أن الذكرى الكريمة هذا العام لها رسائل عدة، منها أن الرباط في المسجد الأقصى والتواجد البشري فيه كفيلة بتحقيق إنجاز، وأن المقدسيين ومن هم في أكناف بيت المقدس عليهم مهمة عظيمة تتمثل باليقظة التامة؛ لإفشال مخططات الجماعات المتطرفة والصهيونيةالمدعومة من المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال.
وشدد على أنه بالرغم من فاتورة الحساب الباهظة التي كانت عبارة عن مائتي مبعد ومعتقل، إلا أن الحراك المقدسي ومن يسانده من أبناء فلسطين للحفاظ على مبنى باب الرحمة وباقي المصليات والمحاريب والقباب لن يتوقف، وأن العقاب الانتقامي من شرطة الاحتلال لكل من يفتح باب الرحمة لن يدفع الأوقاف والمقدسيين إلى رفع الراية البيضاء.
وأشار صبري إلى أنه بعد فتح باب الرحمة جن جنون الاحتلال، وحاول إشاعة الرعب والتهديد والوعيد، إلا أن الإرادة المقدسية تحطمت عليها كل التهديدات، مردفا: كما أن ذكرى الإسراء والمعراججاء في الوقت المناسب لتشحذ الهمم وتربط على القلوب.
وذكر أن رمضان المبارك القادم بعد قرابة شهر، سيكون أول رمضان منذ 16 عامًا يؤدي فيه رواد المسجد الأقصى الصلاة في مبنى باب الرحمة، وستعرف الوفود القادمة من كل أنحاء فلسطين ومن العالم أن الاحتلال قد صادر حق العبادة في هذا الجزء الأصيل من المسجد سنوات طويلة.
وعن مخططات الاحتلال لإغلاق باب الرحمة بعد انتخاباته، قال صبري: "إن مبنى باب الرحمة لا يتعلق مصيره بانتخابات إسرائيلية أو بفوزفلان أو علان، فنحن أصحاب الحق والمكان، ولن يكون هناك تراجع، فحقنا غير قابل للمساومة، وكما كانت بشرى الإسراء والمعراج بداية مرحلة جديدة في هذا المكان المقدس، سيكون انتصار فتح مبنى باب الرحمة بشرى للأجيال القادمة".
وأضاف "ستفشل كل محاولات الاحتلال للاستيلاء على المنطقة الشرقية التي تقدر مساحتها بـ55 دونمًا تبدأ من محراب داود فوق المصلى المرواني حتى باب الأسباط ، فاليوم نحن في زمن استعادة ما ضاع، ولن ينجح الاحتلال في إعادتنا إلى مربع ما قبل فبراير الماضي، وهو شهر فتح باب الرحمة بأيدٍ مقدسية طاهرة".