قلنا في مقال سابق :
إذا كانت النفوس كبارا ... تعبت في مرادها الأجسام
وقلنا إن حماس والفصائل تحركت في مسيرات العودة في اتجاهين : الأول المقاوم، والآخر "بدنا نعيش،. وبهذا سبقت الفصائل الأحداث الأخيرة، وفي الوقت نفسه اتجهت ضد من يمنع العيش، ويهدم الحياة، بينما حمّل الحراك الأخير المسئولية متعمدا للجهة الخطأ.
واليوم نقول إن رئيس حركة حماس قدم رؤية حماس للمرحلة الراهنة، ومن معالمها : المزاوجة بين المقاومة الشعبية السلمية، والمقاومة المسلحة، مع تجنب الحرب مع العدو ما أمكن. ومنها فتح باب المشاركة الداخلية مع الفصائل في الميدان، وفي القرار، ومن أهم معلم هذه المشاركة: الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة، والغرفة المشتركة للعمل المسلح. وحين تعرض هنية لمسيرات العودة ذكر باختصار شديد أنها تستهدف: ( الأرض، والقدس، والعودة، والمقاومة، والوحدة الوطنية). وذكر أن المسيرة المليونية يوم السبت حققت أهدافها، سواء على مستوى الحشد الذي بلغ 200 ألف مشارك، أو على مستوى الوعي الثوري، أو على مستوى الثقة الشعبية بقرارات القيادة.
أما على مستوى تفاهمات التهدئة ومخاوف الكتاب من عدم التزام العدو بتعهداته، ذكر هنية أن التخوفات هذه في محلها، وهي حاضرة على طاولة الحركة، ولكن الوضع المعقد في غزة والمحيط يدفع حماس للاستجابة لنداء السكان في غزة، ويدفعها للقبول بالضمانات المصرية والقطرية والأمم المتحدة، مع علم حماس المسبق أن العدو مسكون بطبيعة نقض الاتفاقات، ولكن يجب أن نقول إن عطاء التهدئة محروس بالمقاومة، وهي الضمانة التي يحترمها العدو ويخشاها، والمقاومة ولا شك قادرة على إيذاء العدو، وفي منطقة صنع القرار، حين ينقض تعهداته.
التخوفات في محلها، والعمل السياسي في محله، والعمل المقاوم جاهز، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا، ثم على محيطنا العربي، وعلى وعي شعبنا. وحين تعرض رئيس الحركة للصواريخ الأخيرة، كان صادقا مع نفسه، ومع الكتاب، فما كان خطأ قال عنه انطلق بالخطأ، وهذا كان صاروخ رفح الذي ضرب وسط فلسطين المحتلة، وما كان من صنع المقاومة كالصاروخين كان عملا بقرار، وقد تعهدت المقاومة أن ترد على العدو، على قاعدة : وإذا زدتم زدنا، ولن تكون لكم اليد العليا على شعبنا مهما كان تفوقكم العسكري. كرامة شعبنا ومقاومتنا فوق كل اعتبار.