فلسطين أون لاين

​الضفة الغربية والقدس تحييان يوم الأرض بفعاليات شعبية وأهلية

في يوم الأرض ..فـلـسـطـيـنـيـو الـ48 يتمسكون بـحـقـوقـهـم ويرفضون الاسـتـيـطـان

...
إحياء يوم الأرض
محافظات/محمد المنيراوي- طلال النبيه:

أكد الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948، أمس، تمسكهم بحقوقهم وأراضيهم ورفضهم جرائم الاحتلال الإسرائيلي واستيطانه المتواصل لسلب الأرض والهوية.

جاء ذلك خلال مسيرات وفعاليات جماهيرية، إحياءً للذكرى الـ43 ليوم الأرض، بمشاركة آلاف المواطنين وشخصيات قيادية.

وتوجت الجماهير الفلسطينية في قرية "كفر كنا" مسيرات إحياء يوم الأرض، بوضع أكاليل الزهور على الأضرحة والنصب التذكارية لشهداء القرية: محسن طه، ومحمد خمايسي، ومحمد خطيب، وخير الدين حمدان.

وأكد رئيس مجلس قرية كفر كنا المحلي د. يوسف عواودة، ضرورة الوحدة على صعيد القرية والمجتمع والشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده، مشيرًا إلى صمود القرية ودورها في تقديم التضحيات في كل مناسبة وطنية، ما جعل منها بلدة المناضلين والشهداء.

بدوره، حذر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة من خطورة التصويت للأحزاب الإسرائيلية في انتخاباتهم القادمة، متسائلًا: "كيف من الممكن التصويت لمن سيهدم بيتك، ومن يمارس التمييز العنصري ضدك، ويعتدي على شعبك ومقدساته يوميًّا؟".

وأشار بركة في كلمة له خلال مسيرات كفر كنا، إلى أن هناك موجة تحريض كبيرة على الجماهير العربية وشعبنا، فرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد رفع نسبته في الانتخابات الإسرائيلية القادمة على حساب شعبنا باتهامنا بالإرهاب. وتساءل: "من الإرهابي؟ هل نحن من يقصف غزة؟ هم الإرهاب الذين يسلبون الأرض ويقتلون النفوس".

وقال بركة: "إن قلوبنا تتجه إلى غزة الصمود، الشامخة في وجه جرائم الاحتلال، بمسيرة العودة وكسر الحصار القائمة أسبوعيًّا منذ عام".

سياسات عنصرية

وانطلقت مسيرة مركزية في مدينة سخنين شمال فلسطين المحتلة عام 1948، إحياء ليوم الأرض، ووضع المشاركون أكاليل الزهور على أضرحة شهداء المدينة.

وقال رئيس بلدية سخنين صفوت أبو ريا: رغم مرور 43 عامًا على يوم الأرض، فإننا نؤكد حضور رسالتنا وقضية أرضنا وشهدائنا، ونربي أبناءنا على ذلك.

بدوره، قال النائب العربي في "الكنيست" الإسرائيلي مسعود غنايم: "إن الشهيد من يوم شهادته يصبح ابن الشعب كله وابن الأمة، وقضيته قضية شعب كامل، قضية الأرض والهوية، وهذه الرسالة التي حملناها عام 1976 للتصدي لمخطط كينيغ"، مردفًا: "نحمل هذه القضية اليوم للتصدي لقانون القومية وقانون كامينتس، ونحن قادرون كما تمكنا من التصدي لمصادرة الأرض في يوم الأرض الأول".

وعدّ أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي د. مطانس شحادة، في بيت عائلة الشهيد خضر خلايلة، أن يوم الأرض يشكل حالة نضال فريدة، وأول حالة نضالية جمعية بعد النكبة، مؤكدًا على ضرورة مواصلة النضال لإحقاق الحق الفلسطيني فوق أرضه "كشعب أصلاني يعيش متجذرًا في أرضه ويرفض سلب هويته".

وفي مدينة الطيبة، شارك المئات من أبنائها في زيارة إلى ميدان شهيد يوم الأرض، رأفت زهيري، وسط المدينة، ووقفوا وقفة صمت وحداد على أرواح شهداء يوم الأرض الستة، ووضعوا أكاليل الزهور على النصب التذكاري له.

وفي النقب المحتل، نظمت لجنة التوجيه العليا، أمس، اجتماعًا شعبيًّا في ذكرى يوم الأرض، على أنقاض بيوت عائلة العتايقة التي هدمتها قوات الاحتلال التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب"، وما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل".

وشدد المشاركون على موقف التصدي والصمود في وجه مخططات الاحتلال للتهجير ومصادرة الأراضي العربية، واستمرار روح يوم الأرض الداعية للتمسك بكامل الأرض العربية ورفض المساومة والصفقات.

ودعا النائبان العربيان السابقان في الكنيست الإسرائيلي طلب أبو عرار وجمعة الزبارقة، ورئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف عطية الأعسم، إلى المقاطعة الكاملة لـ"سلطة تطوير النقب" الإسرائيلية، ورفض التعامل معها والابتعاد عن الصفقات المشبوهة على الأرض العربية، والاتعاظ من عبر يوم الأرض في القضايا الوطنية، وأهمها قضية الأرض لعرب النقب.

أما في مدينة عرابة البطوف، وصل مئات المواطنين برفقة وفود من جميع الأراضي المحتلة عام 1948، إلى ضريح الشهيد خير ياسين، أول شهيد في يوم الأرض الأول عام 1976.

وقال رئيس بلدية عرابة عمر نصار: إن الدعاية الصهيونية تقول إننا شعب يعشق الموت، ولا يحب الحياة، لكننا نقول: إننا شعب يحب الحياة ما استطاع إليها سبيلًا، ولكن يحب الحياة بعزة، وكرامة وثبات على أرضه. من جهة أخرى أحيا الآلاف من الفلسطينيين في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، الذكرى الـ43 ليوم الأرض، أمس، بفعاليات شعبية وأهلية ومهرجانات احتفالية، ومعارض طلابية، ووقفات احتجاجية رافضة للتهويد ومصادرة الأراضي.

وفي مدينة القدس المحتلة، نظم عشرات النشطاء المقدسيين، وقفة تضامنية في حي الشيخ جراح شمال القدس المحتلة، رفضا لإجراءات الاحتلال الهادفة للاستيلاء على منازل المواطنين في الحي وهدم عدد منها.

وقال ممثل القوى الوطنية والإسلامية راسم عبيدات، في كلمته، خلال الوقفة: "سنواصل الحفاظ على أرضنا التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي، فمحور الصراع مع الاحتلال هو حول الأرض، ومشروع الاحتلال قائم على الاستيلاء على الأرض واستهداف شعبنا، واليوم ينفذ الكثير من المشاريع الاستيطانية التي تستهدف القدس المحتلة".

وأضاف عبيدات: "الإدارة الأميركية تعتدي على شعبنا مباشرة باستهداف القدس والضفة والاعتراف بسيادة (إسرائيل) على الجولان المحتل، والاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال، وشَنَّ حربا شاملة ضد أبناء شعبنا" مشيراً إلى أن الشيخ جراح مستهدفة من الاحتلال لإحلال المستوطنين مكان المواطنين. وفي محافظة طوباس والأغوار، شارك المئات من أبناء شعبنا في المحافظة ومن أراضي عام 48، بمسار بيئي نحو المناطق المستهدفة في منطقة "ابزيق" بمحافظة طوباس، وبمهرجان جماهيري، بتنظيم من مؤسسة "سيدة الأرض"، وبلدية عقابا، بالتعاون مع مجموعتي "هؤلاء أسلافي" و"رحلتنا" للمسارات، إحياء لذكرى يوم الأرض.

وفي بلدة الزبابدة، جنوب شرق جنين، أحيت مدرسة البطريركية اللاتينية الذكرى الـ43 ليوم الأرض، بمهرجان شمل معرضاً طلابياً علمياً، وفقرات فنية وشعرية متنوعة من أداء طلبة المدرسة.

وأكد مدير المدرسة الأب إبراهيم نينو، في كلمته، أن "فلسطين كانت وستبقى بلد التآخي والتعايش والوحدة، وأننا جميعا إخوة على هذه الأرض التي نُحيي ذكراها"، معبراً عن فخره بالإنجازات الكبيرة التي حققها طلبة المدرسة.