انتهت أعمال القمة العربية في تونس. من منكم تابع أعمال القمة؟! بل من منكم سمع بقمة تونس؟! هل سمعتم أن قائد السبسي قد تسلم رئاسة القمة من الملك سلمان؟! ما الفرق بين الرئاسة الماضية، والرئاسة الحالية؟! بل ما الفرق بين عمل القمة في العام الماضي، وعملها المتوقع في العام الحالي؟! الناس لا يجيبون، لأنهم لا يرون في القمة العربية حدثا مهما يستحق الإجابة .
بين قمة الرياض، وقمة تونس، أعلنت أميركا عن اعترافها بضم (إسرائيل) للقدس، ثم اعترافها بأن الجولان السوري أرض إسرائيلية، فماذا كان الرد العربي؟! وماذا يمكن أن يكون الرد العربي تحت رئاسة السبسي؟! ماذا تتوقعون ؟!
لقد تحدثت قمة تونس عن مركزية القضية الفلسطينية. وأكدت أن الجولان أراض سورية، وتحدثت عن حاجة اليمن لحل دولي إنساني. إذا كان هذا حديثا مكررا، فما العيب في تكريره، والإجراءات العملية في دول القمة لا تلتزم بجوهره رغم تكريره. إذا كان التكرار يعلم الشطار، فما رأيكم بقمة كل من يحضرها من الشطار.
قمة تونس المجيدة انعقدت وانفضت، دون أن نحس بها ولا بثقلها، حيث مرت خفيفة مرور جنازة يتعجل حاملوها دفنها، خشية أن تخرج منها رائحة كريهة. وصدق من قال إكرام الميت دفنه. ومن لم يلحق تكبيرات الجنازة في الرياض، يمكنه أن يلحقها لاحقا في تونس، ويمكنه أيضا أن ينتظر قمة قادمة في عاصمة حرفها الهجائي يأتي بعد تونس.
كل التحية المعتقة للقمم العربية، بغض النظر عن العاصمة، وعن رئاسة القمة، فقد أثبت قادة العرب أنهم رجل واحد، بعقيدة واحدة، وأن أحدهم لا يتقدم عن أخية تواضعا واحتراما، ومن يتقدم عنهم شذوذا شذّ في النار. ومن أولويات القمم العربية مكافحة النار، والنجاة بالسكان من عذابها؟!
إن خير القمم تلك التي تمد يدها لعدوها بالرحمة والمعونة، وتتوجه بكليتها إلى الحرب على الإرهاب، دون مخالفة لأميركا أو لغيرها، بل هي في منافسة أمنية ضد الإرهاب، وإن شغلها عن فلسطين والجولان؟! فلسطين والجولان قضايا يمكن استيعابها وتفهمها عربيا ، أما داعش فهي فوق الأفهام، وفوق المعقول، وليس أضر على القمم العربية من داعش، ومن إيران. إن ضياع الجولان ربما يؤدب داعش وإيران. وفلسطين يمكنها أن تنتظر قمما قادمة، فالعجلة من الشيطان . ومن نام في القمة كان في غفوة بعد سهر طويل في مشاكل العرب ، لا سيما في فلسطين والجولان؟! ومن يسخرون من غفوة أعضاء في القمة في القيلولة، وينشرون صورا للغافلين يصطادون في المياه العكرة، وهؤلاء لن يضروا القمم، بل يضرون أنفسهم من حيث لا يشعرون. فهذه الغفوة أمنة قبل الفتح المبين؟!