فلسطين أون لاين

مسيرات وإضرابات ومعارض تراثية إحياء سنوي ليوم الأرض

...
صورة أرشيفية
غزة/ خضر عبد العال:

على مدار 43 سنة يُحيي الفلسطينيون ذكرى يوم الأرض في 30 آذار (مارس) سنويًّا، وينظمون فعاليات وأنشطة متنوعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948م، وقطاع غزة، والضفة الغربية.

وذكرى يوم الأرض ترتبط باستشهاد ستة فلسطينيين من داخل فلسطين المحتلة سنة 1948م، برصاص الاحتلال، خلال تظاهرات احتجاجية على قرار حكومة الاحتلال برئاسة إسحاق رابين آنذاك، مصادرة 21 ألف دونم من أراضي قريتي عرابة وسخنين.

وتتنوع طرق إحياء الشعب الفلسطيني أحداث يوم الأرض، وتأكيده التمسك بوطنه فلسطين، لكن يجمع بينها قواسم مشتركة، كتنظيم الإضرابات والمعارض التراثية والمسيرات، التي كان آخرها مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، التي انطلقت في الذكرى الـ42 ليوم الأرض العام الماضي، ولا تزال مستمرة حتى تحقق أهدافها بصون حق العودة، وكسر الحصار عن قطاع غزة.

وشهد أمس إضرابًا عامًا في محافظات الوطن كافة: الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفلسطين المحتلة سنة 1948م، بمناسبة الذكرى الـ43 ليوم الأرض، وانطلقت فعاليات مسيرة العودة السلمية على بعد مئات الأمتار من السياج الاحتلالي الفاصل شرق قطاع غزة.

واستجاب الفلسطينيون لنداء الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة بتنظيم مليونية الأرض والعودة وكسر الحصار، ودعوتها إلى إضراب شامل في محافظات الوطن كافة.

وشمل ذلك دعوة الفلسطينيين في الضفة الغربية للنزول والاحتشاد في المفارق ونقاط التماس والطرق الالتفافية، والفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة سنة 1948م للتظاهر ضد الاحتلال وسياساته، والمقدسيين للرباط في ساحات الأقصى وعلى بواباته وأسواره.

وفي أعوام سابقة أحيا المقدسيون ذكرى يوم الأرض بطرق متعددة، منها تنظيمهم تظاهرة انطلقت من باب العمود بالقدس المحتلة، وسط مشاركة رسمية وشعبية دعا إليها الحراك الشبابي الشعبي المقدسي، تحت شعار: "سنشعل الأرض في يوم الأرض".

ويؤكد هذا الحراك عروبة فلسطين، وأهمية التوحد في الدفاع عن مدينة القدس المحتلة، والتصدي لمخططات الاحتلال.

وفي المدن المحتلة منذ 1948 يحيي الفلسطينيون يوم الأرض بإضراب عام، وتؤكد بيانات لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية هناك أن يوم الأرض مثل محطة محورية ونقطة انطلاق مركزية في النضال ضد سياسة التمييز العنصري والاقتلاع، الذي انطلق بعد نكبة 1948م، وما زال.

وصعدت حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو سياسة الاقتلاع وسلب الأراضي، وكثفت جرائم تدمير البيوت، وشددت الخناق على المدن والقرى الفلسطينية، ومنعت توسعها في النقب المستهدف الأكبر في هذه المرحلة.

وعادة يرافق الإضراب العام سلسلة أنشطة، منها مسيرات نحو مقابر الشهداء، ومهرجانات مركزية.

أما قطاع غزة فشهد على مدار الأعوام الماضية افتتاح معارض للتراث الفلسطيني، منها معرض في قرية الفنون والحرف التابعة لبلدية غزة، ضم مشغولات فنية وتراثية، وملابس شعبية، وآنية فخارية قديمة، وأطعمة، ولوحات تشكيلية، وافتتحت جمعية الثقافة والفكر الحر لوحة جدارية حملت اسم "كلنا فلسطين"، وضمت رسومًا تجسد "مراحل النضال الفلسطيني".

إحياء مميز

رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية حماس د. عصام عدوان يصف إحياء يوم الأرض هذا العام بأنه مميز، إذ إنه شهد اتساع فعاليات تشمل ساحات عدة في آن واحد.

ويقول عدوان لصحيفة "فلسطين": "إن الأوضاع المعقدة التي تمر بها القضية الفلسطينية، واعتداءات الاحتلال التي مست الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، مدعاة للتحرك والمشاركة الكبرى".

ويضيف: "كلما تغوّل الاحتلال في إجراءاته واستهداف الفلسطينيين كانت ضرورات الانتفاض في وجهه أكثر".

من جهته يوضح عضو الهيئة العليا لمسيرات العودة خليل شاهين أن هيئته عقدت لقاءات عدة مع كل مكوناتها من الفصائل كافة وأطياف الشعب الفلسطيني، لحشد كل إمكاناتها الحزبية والشعبية والجماهيرية لإنجاح المسيرة المليونية، التي شهدها الوطن أمس، سبيلًا لإحياء الذكرى الـ43 ليوم الأرض، وتأكيد التمسك بالثوابت.

ويكمل شاهين حديثه إلى صحيفة "فلسطين": "إن يوم الأرض الذي يحييه الشعب الفلسطيني بطرق متعددة سنويًّا يحمل رسالة مهمة، لاسيما الحشد الشعبي الكبير الذي يشارك في إحيائه، حيث يلتحم الفلسطينيون في هذا اليوم الوطني بأماكن وجودهم كافة".

وبات مفتاح العودة والثوب التراثي من أهم الرموز الوطنية، والأكثر شهرة لإحياء يوم الأرض.