أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، أن التهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي "ليست هدنة مفتوحة ولا سلامًا، وليس لها أي بعد سياسي أو وطني".
ورجح العاروري في حديث متلفز مع قناة الميادين، مساء أمس، التوصل إلى تفاهمات تهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام القليلة القادمة، مؤكدًا أن الهدف منها وقف العدوان وكسر الحصار وتقوية الشعب الفلسطيني وموقفه، والاستعداد دائمًا لخوض النضال بكل أشكاله وتعزيز صموده.
وأوضح العاروري أن هدف التهدئة سيكون كسر الحصار عن قطاع غزة، مشدداً على أن حركة حماس لا تتوقع من العدو إلا الأسوأ و"لا نبني مسيرنا وسلكونا الميداني والسياسي على الثقة بالعدو".
وتابع: "بينما نقوم بالمسيرات السلمية والشعبية يقوم مناضلونا بالعمليات القتالية مثل الشهيد عمر أبو ليلى"، لافتاً إلى أن "يوم الأرض إحدى المناسبات المهمة عند شعبنا التي يؤكد فيها تمسكه وإصراره على حقه في كامل أرضه".
وأضاف: "العدو لو أتيح له البقاء في غزة وملؤها بالمستوطنات لفعل"، منبهًا إلى التهدئة هي أحد المعادلات الموجودة ضمن خارطة الصراع مع العدو.
لقاءات وطنية فلسطينية
وحول اللقاءات التي عقدها العاروري مع حركة الجهاد الإسلامي قال: "حركة الجهاد الإسلامي جزء من الاصطفاف الدائم لمقاومة الاحتلال، ونحن على تواصل مع كل القوى الفلسطينية من أجل تقوية صف المقاومة".
وبين أن حماس تتواصل مع الجميع حتى المختلفين معها سياسيًّا مثل حركة فتح لإيجاد أوسع مساحة لمشروع المقاومة.
ووجه العاروري تحيته لكل داعمي المقاومة الفلسطينية قائلاً: "نلتقي مع حزب الله، وإنجازاته رائعة ضد العدو، وله تاريخ عريق في مواجهة الاحتلال نقدره جداً، ولقاءاتنا معه لنكون هناك في أعلى قدر من التنسيق".
كما أشاد نائب رئيس المكتب السياسي حركة حماس بالمواقف العملية لإيران في دعم المقاومة الفلسطينية، قائلاً: "مواقف إيران تجاه فلسطين معروفة ولم تتغير منذ الثورة، وملموسة على الأرض ونحن حريصون على تطويرها".
العلاقة مع سوريا
وحول العلاقة مع الجمهورية السورية، قال العاروري: "حماس تقدّر أن سوريا بحجمها وموقعها من القضية الفلسطينية لا يمكن تجاوزها حضورًا وتأثيرًا، ومواقف دمشق لم تتغير من قضية فلسطين وهي تقف في مواجهة المشروع الصهيوني".
وتباع: "العلاقة بين سوريا وحماس مرّت في السنوات الأخيرة بظروف استثنائية"، معبراً عن أمله بعودة العلاقة "قريبًا" ومع كل المنظومة العربية والإسلامية بما يخدم القضية.
دعوة لقمة فلسطينية
من جهته، دعا عضو مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة (حماس) علي بركة إلى عقد قمة فلسطينية تضم قادة الفصائل كافة؛ لوضع استراتيجية وطنية واحدة لمواجهة الاحتلال و"صفقة القرن" الأمريكية.
كما طالب بركة، في تصريحات متلفزة، أمس، القمة العربية في تونس باتخاذ قرارات جريئة وإدانة قرارات الرئيس الأمريكي المتعلّقة بالقدس وهضبة الجولان المحتلتين، وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ومقاومته ضد الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس.
وذكر القيادي بحماس أن "رفض صفقة القرن وحده لا يكفي، إنما المطلوب خطوات عملية لترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وفق اتفاق القاهرة الموقع في أيار / مايو 2001".
كما طالب السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، والسماح بإقامة مسيرات العودة في الضفة الغربية المحتلة بالتزامن مع المسيرات التي يشهدها قطاع غزة المحاصر.
ودعا بركة إلى "رفع مستوى التنسيق بين قوى المقاومة في أمتنا، في ظل الحديث عن قرب الإعلان عن "صفقة القرن" الأمريكية بعد تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة التي تلي انتخابات "الكنيست" الإسرائيلي المقررة في 9 أبريل المقبل".
وأكّد أن المقاومة الفلسطينية في جهوزية تامة لصد أي عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، مشددًا على أن العدو "لن يستطيع نزع سلاح المقاومة أو أن يصفي قضية فلسطين".

