فلسطين أون لاين

​مفكّر فلسطيني: مسيرة العودة تحقّق إنجازات استراتيجية وتعيش تحدّيات صعبة

...
غزة_فلسطين أون لاين

أكد مفكر فلسطيني في قطاع غزة أن مسيرات العودة وكسر الحصار تحقق إنجازات استراتيجية على المستوى الوطني والشعبي وتحصيل حقوق شعبنا الفلسطيني، مشددًا على أنها مشروع وطني طموح ويشكل حالة إجماع فلسطيني غير معهود من مدة.

وقال رئيس أكاديمية الإدارة والسياسة محمد المدهون في سلسلة مقالات حول الإنجازات الاستراتيجية لمسيرة العودة إن: "مشروع المسيرة يعيش تحديات صعبة في مستوى قدرته على التأثير لصالح الحق الفلسطيني، ومن ذلك درجة الجاهزية لغزة التي حملت عبء المرحلة الخطرة، والمفترق الصعب الذي تحياه القضية الفلسطينية، وفي ظل التنكر لغزة وأهلها."

إلا أنه استدرك: "لكن بقي التحدي قائمًا في قدرة غزة على الحشد الجماهيري بمئات الآلاف، واستحداث فعاليات، وإرباك الاحتلال بمفاجآت، مع الحفاظ على درجة عالية من السيطرة والضبط والتحكم، واكتمال الصورة بالإجماع الوطني اللافت في مشهد غزة".

وأوضح أن ردود الاحتلال وقمعه للمسيرات يشكل منحنى المشهد لمسيرات العودة مستقبلًا بعد اتفاق الهدوء، وهذا بالتأكيد سيحكم سيناريو مسيرات العودة وذهابه باتجاه مواجهة عسكرية جديدة، وعدوان على غزة قد يكون الأشرس والأكثر دموية.

وأضاف المدهون: "بالتأكيد حالة الخسائر البشرية وتصاعدها وخاصة في الجرحى والإعاقات درجة تأثيره عالية على الروح المعنوية التي يبدي الشعب الفلسطيني الكثير من الفدائية.

وتابع: "علاوة على ذلك؛ يبقى سؤال كبير بدرجة التحاق ساحات جديدة بالفعل الثوري الشعبي لمسيرات العودة خاصة في الضفة، وعلى الحدود مع لبنان وسوريا والأردن، وهذه ستحكم المنحنى التصاعدي التاريخي لمسيرات العودة الكبرى وقدرتها على الفعل والإرباك والإنجاز".

وأردف قائلًا: "المستحضر لتاريخ الثورات وأهدافها يمكن أن يقرأ بشكل عميق حجم الوعي والثورة وإرادة التضحية التي تتملك الشعب الفلسطيني وهو ينطلق لمسيرات العودة الكبرى في فعل ثوري تصاعدي صوب حدود قطاع غزة، ليدشن مخيمات العودة، ويعيد حالة الاشتباك إلى سيرتها الأولى بين شعب مهجر لاجئ ومحتل غاصب".

كما تعيد مسيرة العودة –وفق المدهون- إلى الواجهة الصورة الحق في توصيف الاحتلال كدولة إرهاب، وأن "إسرائيل" هي مصدر الإرهاب الأول في العالم، ومن هنا فإن مسيرة العودة تعيد رسم الصورة الذهنية للاحتلال.

وأضاف: "وتبرز المسيرات مجددًا أن المقاومة ومنها السلمية شرف الأمة والضوء الذي في نهاية نفق طويل معتم، وأن فخر الانتماء للمقاومة التي يجسدها شعب فلسطين أعظم ومحل فخر وتقدير من الانتماء إلى دهاليز النفاق والسياسية والمفاوضات العبثية".

وأكد أن المسيرة تعيد الاعتبار إلى خطاب الأولويات في ظل تيه المرحلة وتشتت الجمع، والأولوية الفلسطينية في الاحتشاد دفاعاً عن الحق والأرض المغتصبة، وفي إعادة الاعتبار لأهم قضية (حق العودة) وتثبيتها في أذهان أجيال الشعب الفلسطيني والعربي بعد 70 سنة من النكبة.

وشدد على أنها تملك رسالة للعالم مفادها أن الشعب الفلسطيني عصي على الذوبان، وأنه يبدع من ألمه أملًا، ومن جراحه يعزف لحنًا للحرية، وميادين مخيمات العودة توصل لغة واضحة للعالم أن خزان الإبداع المقاوم للشعب الفلسطيني لم ينفذ، بل إنه متطور بحرفية عالية وصبر لا محدود.

وذكر أن رسالة المسيرة مفادها أن الشعب الفلسطيني يرغب في العمل الموحد، وأن ما يجتمع عليه الشعب الفلسطيني أكثر بكثير مما يفرقه، "وأن وجود استراتيجية واضحة في المقاومة ومنها السلمية يمكن أن تكون نقطة التقاء جامعة للفرقاء، وعدتنا لذلك متجددة إلى اعتماد برنامج وطني موحد في السياسية والمقاومة وإدارة الشأن الداخلي على قواعد الشراكة والوحدة والمصالحة".

وأكد المدهون أنه "لن يكون سهلًا على أطراف التآمر تمرير أي صفقة مشبوهة تنقص من الحق الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني وعبر مسيرات العودة يمكن أن يحبط أفعال هذه الصفقات ويقبرها إلى غير رجعة".

وبين أن رسالة المسيرات إلى الضفة مفادها أن التنسيق الأمني لا يمكن أن يعطل انطلاقتكم، وأن النفس الطويل والصبر الحكيم في مراكمة نقاط القوة عبر مسيرات العودة يمكن أن يصل إلى شرارة الانطلاق في الضفة لتثور على مشروع المعازل والكنتونات في داخلها، وتشتعل لصالح حق العودة والقدس في مواجهة مباشرة من نقطة صفر مع الاحتلال لإعادة الاعتبار لانتفاضة القدس وثورة الأحرار في ضفة الأبرار.