فلسطين أون لاين

​طرف صناعي أعاد لعبد الرحمن الحياة

...
رحلة العلاج كانت طويلة ومتعبة
غزة/ هدى الدلو:

هو الاحتلال الإسرائيلي الغادر، السارق لضحكات الأطفال، ولملامحهم البريئة، ولأحلامهم الطفولية التي تمنوا تحقيقها، بعد استخدامه جبروته ضد جميع المشاركين في المسيرات السلمية لكسر الحصار، فأراد عبد الرحمن المطالبة بحقه بالعودة على طريقته الخاصة، بلعب كرة القدم مع رفاقه قرب السياج الفاصل شرق مخيم البريج الواقع في المحافظة الوسطى للقطاع.. لكن جنود الاحتلال صبّوا غضبهم عليه، وأطلق أحدهم رصاصة متفجرة تسببت ببتر ساقه. وبعد دوامة علاج وسفر استطاع الطفل بإرادته العودة إلى ممارسة كرة القدم، والعودة إلى مقاعد المدرسة بعد تركيبه طرفا صناعيا.

17 نيسان/ أبريل العام الماضي، هذا التاريخ الفارق في حياة عبد الرحمن نوفل (13 عامًا)، انقلبت فيه حياته رأسًا على عقب، بعد الرصاصة التي أطلقها عليه جنود الاحتلال المتمركزون خلف الكثبان الرملية، واعتقد أن حلمه في أن يصبح من أبطال الساحرة الكروية كلاعب مشهور قد اندثر، وأنه سيصبح أسير البيت والمستشفيات، ولكنها الإرادة.

وقال والده: "في أثناء لعبه مع أصدقائه رمى أحدهم الكرة بعيدًا، وعندما ذهب لإحضارها، باغته طلق ناري من القناصة الإسرائيلية".

أما رحلة العلاج، بحسب وصفه، فكانت طويلة ومتعبة، خاصة أن الرصاصة سببت تهتكا في الأوردة والشرايين، ونقصا بـ 15سم في العظم في الساق اليسرى، وسببت نزيفًا وتسممًا في جسده الصغير، فأجريت له تحويلة طبية إلى المستشفى الاستشاري في رام الله، ولكن الاحتلال رفض دخوله عبر حاجز بيت حانون (إيرز)، وبعد مناشدات سافر لإنقاذ حالته المتردية، وبعدها قرر الأطباء بتر ساقه.

لم ينته علاج نوفل، فبعد عودته إلى غزة قرر الاحتلال زيادة معاناته بمنعه من إكمال علاجه وتركيب طرف صناعي يعيد له الحياة والأمل، فما كان من والده إلا فضح جريمة الاحتلال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والحديث عن معاناة فلذة كبده، وحلمه في تركيب طرف صناعي حتى يمارس رياضته المفضلة ويتنقل بحرية دون قيود العكاز أو الكرسي المتحرك.

وبعد أن تمكنت جمعية إغاثة الطفل الفلسطيني من التواصل مع مؤسسات دولية من أجل سفر عبد الرحمن للولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل انتقل عبر معبر بيت حانون "ايرز" شمال قطاع غزة، ومكث في القدس المحتلة يومًا واحدًا، قبل السفر برفقة طبيب أمريكي عبر مطار "بن غوريون" في الأراضي المحتلة سنة 48.

وقال عبد الرحمن: "أجمل شيء أنني زرت القدس قبل أن أسافر إلى أمريكا لتركيب الطرف الصناعي الذي سيساعدني في إكمال حياتي دون معاناة".

لم تنتهِ القصة هنا، فالطفل ما زال بحاجة ماسة إلى تغيير طرف صناعي كل فترة من الزمن حتى يتناسب مع عمره وحجم جسده الذي يكبر يومًا بعد يوم.