فلسطين أون لاين

​مزارعو المناطق الحدودية.. لقمة عيش برائحة البارود!

...
غزة/ محمد الهمص:

بحذر مغموس بالخوف يعمل المزارعون في المناطق الشمالية والشرقية لقطاع غزة، القريبة من السياج الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 48، فخطر استهدافهم واردٌ في أي لحظة، كما حدث مع العشرات من قبل.

معاناة المزارعين في المناطق الحدودية التي تشكل ربع الإنتاج الزراعي الحيواني والنباتي للقطاع، لا تتوقف عند إطلاق النار من جنود جيش الاحتلال عشوائيا بين الفينة والأخرى، بل يعانون المرّ من المضايقات الدائمة لهم.

قريبًا من الحدود الشرقية لمدينة غزة يجلس أبو سالم في أرضه... يصف معاناته قائلاً: "نذوق المرّ من أجل زراعة محصول يكفي لسد جوع عوائلنا، كل يوم نواجه خطر الموت".

وأكد أبو سالم لصحيفة "فلسطين"، أن المزارعين يعانون الاستهداف المباشر بالرصاص الحي والقذائف المدفعية التي يرميها الاحتلال بشكل شبه يومي على المزارعين وأراضيهم وحيواناتهم.

وأشار إلى أن الاحتلال يرش في فصلي الخريف والربيع الغازات والمبيدات السامة، ويفتح المياه العادمة على المحصول بحجة نمو الأعشاب، ويحرق المحصول، ما يتسبب بخسائر على مساحة 23 ألف دونم.

وقال إن الاحتلال يمنع المزارعين في المناطق الحدودية من زراعة أي محصول يبلغ طول شتلته أكثر من 50 سم، ما يجعل الخيارات ضيقة أمامهم.

ودعا أبو سالم الجهات المختصة محليًا ودوليًا ومنظمات حقوق الإنسان إلى الوقوف بجانبهم، ولجم الاحتلال عن انتهاكاته المتواصلة بحق المزارعين الفلسطينيين.

من جانبه أكد المدير العام للإرشاد والتنمية في وزارة الزراعة المهندس نزار الوحيدي أن المزارعين متشبثون بأراضيهم رغم ما يعانونه من انتهاكات بحقهم، وعدم قدرتهم على توفير قوت يومهم إلا بصعوبة شديدة.

وتابع الوحيدي لصحيفة "فلسطين" أن الجهات المختصة رفعت المضايقات التي تؤرق المزارعين لأكثر من جهة مختصة ودولية لمحاولة إيقاف سطوة الاحتلال، لكن دون جدوى أو استجابة.

بدوره قال محسن أبو رمضان رئيس شبكة المنظمات الأهلية التي نفذت مشاريع تحسين وتعويض المزارعين، إن الاحتلال اقتطع أكثر من 500 متر من الأراضي الزراعية على طول السياج الفاصل شرق غزة.

وأضاف أبو رمضان لصحيفة "فلسطين": "إن أكثر من 22 ألف دونم صالح للزراعة قضمها الاحتلال وحرم المزارعين من الوصول إليها، وأدى عدم استصلاح تلك الأراضي إلى تأخر معدلات الأمن الغذائي إلى 62%، حيث تعد تلك المناطق سلة غذائية متكاملة".

وشدد على أن الاحتلال يمنع أي مشاريع تطويرية وتنموية لها علاقة بالثروة النباتية الحيوانية قرب السياج الفاصل.

وطالب المنظمات الدولية والحقوقية بتوفير حق حرية ممارسة المزارعين لنشاطاتهم التي تنتهكها (إسرائيل) في الضفة الغربية المحتلة، وقطاع غزة المحاصر.

وكانت وزارة الزراعة نددت بتعمد الاحتلال الإسرائيلي تأخير الموافقة على السماح بزراعة المنطقة العازلة شرق غزة بالزراعات الحقلية.

واتهمت الوزارة في بيان لها الاحتلال بمواصلة عمليات رش مبيدات الأعشاب التي تقضي على المحاصيل الزراعية شرقًا، مؤكدة أن ذلك تسبب بإتلاف آلاف الدونمات الزراعية وتكبيد المزارعين خسائر فادحة.

ودعت المؤسسات الحقوقية والدولية إلى فضح الجريمة الجديدة للاحتلال والضغط عليه لتمكين المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها في كل المواسم.