فلسطين أون لاين

​يعكس في تصميمه بيئة المرأة قديمًا

الثوب.. أصالة تراثية وهوية وطنية حافظ عليها الفلسطينيون

...
الفلسطينيات يحرصن على ارتداء الثوب الفلسطيني في كل المناسبات
غزة/ مريم الشوبكي:

يعبر الثوب الفلسطيني عن عراقة وأصالة الشعب الفلسطيني، وتاريخ ارتباطه بأرضه، حيث يمتاز بالتطريز الفلاحي وألوانه وأشكاله المختلفة، وكل غرزة تحكيها السيدة الفلسطينية كانت تحاكي بها البيئة التي تعيش فيها سواء كانت ساحلًا أو قرية أو حتى مدينة.

وقالت مديرة جمعية مؤسسة البيت الصامد انتصار العفيفي: إن "السيدة الفلسطينية منذ القدم ابتكرت غرز التطريز واختارت ألوان خيوطها تبعًا لما كانت تراه أمامها في الطبيعية، حيث جسدت بغرزها شكل العصفور والشجر والساحل باللون الأزرق، ولهذا نجد اختلافا في نوع القماش وشكل الثوب حسب المنطقة التي تعيش فيها".

وأضافت العفيفي لـ"فلسطين": "لكن هذه الاختلافات ليست بالكبيرة، فثوب أهل المجدل يختلف عما يكون في رام الله أو في يافا مثلاً، ولكن ما يوحدنا هو التطريز الذي يعبر عن الهوية الفلسطينية".

وأشارت إلى أن الفلسطينيات يحرصن على ارتداء الثوب الفلسطيني في كل المناسبات؛ بالأفراح والأعياد والمناسبات الوطنية، مفتخرة بتراثها وبهوتها الفلسطينية.

ولفتت العفيفي إلى أن الثوب الفلسطيني الذي يطرز يدويًا لا زال يلقى رواجا كبيرًا رغم غزو الأثواب الجاهزة التي تخاط بالمكن بسبب انخفاض أسعارها، حيث تحرص كل سيدة على اقتناء ثوب أو شال مطرز على الأقل.

وبينت أن الحداثة وجدت مكانًا لها في الثوب الفلسطيني، مع الحفاظ على التطريز بصورته القديمة، مع إدخال الكروشيه عليه (الصوف)، والتطريز على أقمشة جديدة عصرية القطيفة والشيفون بخلاف قماش (ايتامين) المتعارف عليه وتم توارثه عن الأجداد.

وأكدت مديرة جمعية مؤسسة البيت الصامد أن الفلسطينيين يعتزون بالثوب ومتمسكون به رغم التهجير والتشتت وصعوبة الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي يعيشونها، ويناضلون للحفاظ على التراث والهوية الوطنية الفلسطينية.

ولفتت إلى أهمية تعليم التمسك بالتراث للأطفال في المدارس، من خلال حصص التدبير والأشغال وتعليم الطالبات طريقة التطريز الفلاحي.

وأشارت العفيفي إلى أن الأم الفلسطينية أصبح لديها حرص على إلباس طفلاتها الثوب الفلاحي في رياض الأطفال والمدارس أيضًا، وبهذا تربط أذهانهن بتاريخهن الفلسطيني.

وبينت أن إبراز الثوب الفلسطيني والتراث ككل يتم من خلال تنظيم المعارض بشكل دائم، وكذلك تسليط الضوء من الإعلام يزيد من إبراز أهميته، ويشجع السيدات على اقتناء الثوب الفلسطيني، وللسفارات الفلسطينية في البلدان العربية والأجنبية دور في إحياء التراث الفلسطيني وارتباطه في الأرض من خلال إقامة المعارض.

ولفتت إلى أن إهداء الوفود الأجنبية وموظفي المؤسسات الدولية ثوب مطرز بالتطريز الفلاحي، أو شال، أو محفظة أو حقيبة مزينه بالتطريز الفلاحي الفلسطيني كفيل بتعريفهم بهوية فلسطين وتراثها.