فلسطين أون لاين

​منذ انطلاق مسيرات العودة السلمية قبل عام

بأسلحة محرمة دوليًا.. جيش الاحتلال يقمع المتظاهرين السلميين

...
استخدم جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا لقمع المتظاهرين
غزة/ جمال غيث:

في أحد أقسام مجمع الشفاء الطبي _كبرى مستشفيات قطاع غزة_ كان أدهم سالم يتأوه من شدة الألم الذي تسبب به انفجار رصاصة محرمة دوليًّا في عظمة الفخذ اليسرى، أطلقها جنود الاحتلال صوبه خلال مشاركته في الجمعة الـ51 من مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار شرقي مدينة غزة.

ويحاول أدهم التغلب على الألم الذي أصابه لكنه يفشل في كل مرة بسبب حداثة جرحه، وما خلفته تلك الإصابة في فخذ رجله اليسرى والتي تسببت له في قصور بالعظم بمقدار 3 سم، ما دفع الأطباء لتثبيت جسر من البلاتين فيها.

ويستخدم جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا لقمع المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، قرب السياج الحدودي الشرقي لقطاع غزة والذي يفصله عن الأراضي المحتلة عام 1948.

وتتسبب هذه الأسلحة بجروح غائرة وعميقة وتحدث تهتكًا في الأعضاء والأنسجة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أعداد الشهداء والجرحى.

وأكدت مؤسسات صحية وحقوقية استخدام جيش الاحتلال أسلحة محرمة دوليًا كـ"الرصاص المتفجر".

ويؤكد أدهم، الذي يبلغ من العمر (21 عامًا) أن جيش الاحتلال لا يفرق بين كبير وصغير، ويطلق الرصاص وقنابل الغاز بشكل مباشر على المدنيين العزل في مخيمات العودة.

وقال عماد سالم والد الشاب المصاب: "إنه فور إصابة نجله نقل إلى مجمع الشفاء الطبي وأجريت له عدة عمليات جراحية، واستدعت تركيب الأطباء جسر بلاتين في عظمة الفخذ الأيسر".

وعلى إثر هذا، لن يتمكن أدهم من السير على قدميه قرابة ستة أشهر بسبب الإصابة.

ولفت سالم (48 عامًا) لصحيفة "فلسطين" إلى أن نجله وبحسب الأطباء، عندما وصل المستشفى، كانت نسبة الدم لديه 3 وحدات ونصف الوحدة فقط، جراء نزيف شديد تسببت به الرصاصة المتفجرة التي اخترقت فخذه وأدت لقطع عدد من الشرايين.

ويشير سالم إلى أن نجله الأصغر آدم، فقد ساقه اليمنى خلال تواجده برفقة أقربائه في أرضه الزراعية القريبة من منطقة "أبو صفية"، شرق جباليا شمال القطاع بتاريخ 27 يونيو/ حزيران الماضي، بفعل رصاصة متفجرة أطلقها جنود الاحتلال.

ويؤكد سالم، تعمد قوات الاحتلال إطلاق الرصاص المتفجر تجاه المعتصمين السلميين شرق غزة، ما يعرضهم للموت أو الإصابة بالخطر، داعيًا لمحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

غاز سام

وأصيب الشاب أحمد العيسوي، خلال مشاركته في فعاليات مخيم العودة شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة، في يونيو/ حزيران الماضي، بمنطقة البطن، أدت إلى كسر في الحوض، واستئصال جزء من الأمعاء والبنكرياس والاثني عشر، وجعلته أسير عكازين طبيين.

وما زال العيسوي، وفق ما قاله لصحيفة "فلسطين" يتلقى العلاج منذ إصابته، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلحة متنوعة ومختلفة تتسبب في إيقاع أكبر قدر من الأذى بحق المشاركين في المسيرات.

ولفت إلى أنه عندما أطلق جيش الاحتلال قنابل الغاز، لم يستطع التحرك وسقط على الفور مضرجًا بدمائه، "فشعرت باختناق شديد، وفقدت الوعي وما أن أفقت حتى وجدت نفسى على أسرة مستشفى شهداء الأقصى"، متهمًا الاحتلال باستخدام الغاز السام والأسلحة المحرمة دوليًا ضد المتظاهرين السلميين.

رصاص متفجر

من جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة، استخدام جيش الاحتلال نوعا جديدا من الأسلحة بحق المشاركين السلميين في مسيرات العودة، تتسبب في تهتك أجساد المصابين.

ووصف القدرة لصحيفة "فلسطين" الرصاص وقنابل الغاز المستخدمة من قبل جيش بحق المتظاهرين السلميين بأنها الأخطر، كونها تحدث أضرارًا صحية خطيرة في أجساد المصابين، تؤدي إلى استشهادهم في كثير من الأحيان.

وقال: "إن الاحتلال يستخدم الغاز المجهول والرصاص الحي والمتفجر في قمع المتظاهرين السلميين، وهذا الرصاص يحدث تفتتًا بالأطراف بنسبة 10-20 سم، بالإضافة إلى تفتت وتهتك بأنسجة الجسم، وقطع في الأوردة الدموية والشرايين، وهذا ما رفع عدد الشهداء وحالات البتر".

وبين أن الغاز المستخدم في تفريق المتظاهرين عبارة عن ثلاثة أنواع أوله يحدث تشنجا مع قيء، والثاني يؤدي لطفح جلدي في أجزاء الجسم المكشوفة ويتسبب بحرقة شديدة بالعينين والوجه، والنوع الثالث عبارة عن قنابل أشبه بالرصاص تسببت باستشهاد عدد من المشاركين.

وأكد أن جيش الاحتلال يستخدم القوة المفرطة في تفريق المتظاهرين، والأطقم الصحية والصحفية، بأسلحة غير تقليدية أدى إلى رفع أعداد الشهداء والجرحى حتى وصل العدد لـ 263 شهيدًا بينهم 49 طفلاً، و6 إناث واثنين من الصحفيين و3 من الطواقم الطبية والإسعافية، وإصابة 29 ألف و600 آخرين.

ومنذ انطلاق مسيرات العودة والمواطنون يواصلون الاحتشاد على طول السياج الفاصل شرق القطاع وشماله، رغم القمع المميت.