فلسطين أون لاين

نتنياهو بين ناري خوض انتخابات صعبة وتحقيق الردع دون حرب

...
صورة أرشيفية
القاهرة-غزة/ نبيل سنونو:

رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة د. حسن نافعة، أن رئيس حكومة الاحتلال بات بين نارين، فهو من جهة يقود انتخابات صعبة يحتاج فيها إلى ما يراه "إنجازا"، وفي الوقت نفسه يريد أن يحقق الردع دون الوصول لحرب عدوانية واسعة.

وأوضح نافعة لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لم يعلن التهدئة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة رغم جهود الوسطاء، "لأنه مستعد أن يخذل الجميع وحتى الولايات المتحدة لو كان هذا يساعده على تحقيق أهدافه الشخصية وهي الفوز بالانتخابات" المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

وحذر نافعة من أن نتنياهو ليس له مبدأ ولا صديق ولا عقيدة، وهو رجل مناور من الطراز الأول ومراوغ و"صهيوني حتى النخاع" ويكره كل من يعرقله أو قد يعطله عن تحقيق أهدافه.

وقال: "لم يعلن نتنياهو عن التهدئة والتزامه بها لأن ذلك يعرضه لانتقادات ضخمة داخل (إسرائيل)، كون الغارات التي نفذها والأعمال العسكرية لم تؤد إلى تحقيق نتائج يمكن أن يتفاخر بها حتى اللحظة".

وأضاف: "لا أستبعد إقدام (إسرائيل) على اغتيال إسماعيل هنية وإذا لم يكن هنية ربما تكون شخصية كبيرة أخرى".

وبين أن نتنياهو يريد أن يحقق ما يبدو له "إنجازا" أو يعطي الانطباع أنه سيواصل عملياته حتى يستطيع أن يحقق ما يراه "إنجازا" يساعده على نجاحه في الانتخابات القادمة، لافتا إلى أن سياسة رئيس حكومة الاحتلال هي المراوغة وبقدر كبير من العنف.

وأشار إلى أن الفترة الحالية وحتى إجراء الانتخابات الإسرائيلية قد تشهد تهدئة وخروجا على هذه التهدئة من جانب الاحتلال.

ورأى نافعة أن قصف مكتب هنية أول من أمس، يوحي بأن هذا نوع من "التحذير".

وعد الخبير السياسي المصري، إطلاق صاروخ يتجاوز (تل أبيب)، محدثًا خسائر أمرا يُحسب للمقاومة الفلسطينية دون جدال؛ وفشلا ذريعا لسياسة نتنياهو ولأجهزة مخابراته وادعاءاته الدائمة أنه هو الأقدر على تحقيق أمن (إسرائيل).

وبين نافعة أن نتنياهو يريد أن "ينتقم" وأن يسجل "إنجازا" من منظوره يحاول أن يغطي به على إنجازات المقاومة، متوقعًا أن يلجأ لذلك بتوسيع نطاق العمليات التدميرية أو عبر استهداف شخصية فلسطينية كبيرة، أو أي شيء يساعده على الفوز في الانتخابات.

"بين نارين"

لكن أستاذ العلوم السياسية أوضح أن نتنياهو محشور "بين نارين" فهو يقود انتخابات صعبة يحتاج فيها إلى ما يراه "إنجازا" وفي الوقت نفسه يريد أن يحقق ذلك دون أن يصل إلى حد شن حرب عدوانية شاملة كتلك التي شنها الاحتلال بين 2008 و2014 على قطاع غزة لأن ذلك قد يعرضه لخسارة كبيرة، بمعنى أنه إذا لم يستطع أن يحقق ما لم يحققه في الحروب العدوانية السابقة فستستغل المعارضة الإسرائيلية ذلك.

وعن تنصل الاحتلال من تفاهمات رفع الحصار عن قطاع غزة، قال نافعة: إن نتنياهو جرب قبل ذلك أن يخرج من كل التفاهمات وأن يخرق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن طالما أنه مطمئن لمساندة الإدارة الأمريكية له وبالذات الرئيس دونالد ترامب، لكن وجود المقاومة واستعدادها وتمكنها من امتلاك صواريخ قادرة على الوصول إلى (تل أبيب) هو عنصر يشكل قدرا ما من الردع يجعل نتنياهو يتردد ألف مرة قبل شن حرب عدوانية شاملة.

بيد أن نافعة أردف: مع ذلك، نتنياهو سيقدم بالقطع على "ضربات موجعة قدر الإمكان".

ونبه إلى أن (إسرائيل) تعد الشعب الفلسطيني كله العدو الحقيقي لها، وتريد إخضاعه بما في ذلك أي جهة تقاومه سواء كانت حماس أو حركة الجهاد أو أي فصيل آخر.

وشن الاحتلال الإسرائيلي منذ أول من أمس عشرات الغارات على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة: إن سبعة مواطنين أصيبوا بجراح مختلفة.

ويتزامن التصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة مع التحضير لمسيرة مليونية في 30 مارس/آذار الجاري الذي يوافق الذكرى الـ43 ليوم الأرض، والأولى لانطلاق مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية.