فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

حمدان: الاحتلال لم يعد قادرًا على حسم المعارك ومخطَّط تصفية القضيَّة فشل

الأورومتوسطي يوثق استهداف "إسرائيل" قطاع الإغاثة وموظفي الأمم المتحدة في لبنان

جبهات إسناد المقاومة للغزَّة.. تأثير كبير على الاحتلال ونتائج استراتيجيَّة

"بشكل لائق بكرامتهم".. غزَّة تواري ثرى 88 جثمانًا لشهداء مجهولي الهويَّة في "مقابر جماعيَّة"

"تناثرت جثامين الشُّهداء واختلطت بالخبز".. الاحتلال يرتكب مجزرةً "مروِّعةً" بقصف مدرسة للنَّازحين شماليَّ غزَّة

"حزب اللَّه" يعرض مشاهد من استهدافه مقرَّ "الشِّييطت 13" شماليَّ فلسطين المحتلَّة

"بينهم أسيرة حامل وثلاث من غزَّة".. ارتفاع عدد المعتقلات إداريًّا في سجون الاحتلال إلى 27

شبهات بوجود "بطاريات إسرائيلية" في عدادات مياه تثير الجدل في الأردن.. ما القصّة؟

أجهزة تجسُّس مموهة بين خيام النَّازحين بغزَّة.. كيف زرعتها "إسرائيل"؟ (شاهد)

حماس: جرائم الاحتلال ضد الصَّحفيِّين الفلسطينيِّين "لن تفلح في حجب الحقيقة"

​الجولان وأمريكا.. وأنظمة العرب المُخجلة

القدس العربي

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تنشغل جيوش إلكترونية عربية بكيل الشتائم له يوميا على الإنترنت، كان الوحيد الذي أبدى احتجاجه على الموقف الأمريكي الجديد من هضبة الجولان، التي هي أرض عربية محتلة، ولا يعترف العالم ولا القانون الدولي بالسيادة الإسرائيلية عليها، إلا في إطار كون هذه السيادة احتلالا عسكريا إجراميا خارجا عن القانون.

الأنظمة العربية لم تعد تكترث حتى بالأرض العربية، لا بل انشغلت وسائل إعلام خليجية في الحديث عن تبرئة المحقق مولر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكثر من التفاتها إلى الموقف الأمريكي من الأراضي العربية المحتلة، والمفارقة هي أن هذه الأنظمة العربية ذاتها أشبعتنا تنديدا بالوجود الروسي والإيراني في سوريا، على اعتبار أنه انتهاك لسيادة بلد عربي، بينما التزموا الصمت ويلتزمون الصمت إزاء الاحتلال الإسرائيلي للجولان، والموقف الأمريكي من هذا الاحتلال.. وكأن الإيرانيين أجانب بينما الإسرائيليون من أهل البيت.

بعض الأنظمة العربية وصلت إلى درجة من الهوان والانحدار لم يكن أحد يتوقعها، فحتى البيانات والخطابات الصورية التي كانت تقدمها الأنظمة العربية لشعوبها، كوجبات تلفزيونية مسائية، أصبحنا نفتقدها، لأن ترامب يقوم باستعباد الحكام العرب وإسكاتهم ويمنعهم حتى من الاحتجاج الصوري، أو إصدار بيانات وهمية لأغراض إعلامية وبهدف إلهاء شعوبهم. وعلى العموم ليست المشكلة في الأنظمة العربية، فهي مفضوحة ومعروفة وأصبحت في السنوات الأخيرة تتهافت على إسرائيل، من أجل إرضاء نتنياهو والاستعانة به في مواجهة شعوبها، لكن المهم هنا هو تحليل الموقف الأمريكي الجديد من الجولان، وما الذي تقوم به إدارة ترامب في ما يتعلق بمنطقتنا العربية والصراع العربي الإسرائيلي؟

الإدارة الأمريكية تقوم حاليا بتغيير الوضع القانوني للصراع العربي الإسرائيلي بشكل كامل، وتقوم بتصفية الملفات الكبرى الخلافية من طرف واحد، ومن دون أي تفاوض، ومن الواضح أيضا أنها تقوم بتنفيذ «صفقة القرن» بشكل عملي قبل أن تعلن عن مضمونها، وهذا ما ينسحب أيضا على قضيتي اللاجئين والقدس، وهو الأمر الذي يبدو أن ملك الأردن فهمه بوضوح من زيارته الأخيرة إلى واشنطن، ولذلك عاد إلى بلده وألقى خطابه المفاجئ الذي أعلن فيه «بغضب» التمسك بموقفه من القدس المحتلة وعدم القبول بأي تغيير.

الولايات المتحدة تقوم حاليا بانتهاك القانون الدولي، وتقدم الدعم المطلق لإسرائيل في التهام الأرض العربية، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس والجولان، ودليل ذلك أنه خلال العام الماضي 2018 بلغ الاستيطان الإجرامي غير المشروع في الضفة ذروته بتسجيل أكثر من 480 ألف مستوطن، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق منذ عام 1967، ما يعني أن الضفة الغربية لم تعد موجودة أصلا، إذ أنها موزعة بين جدار فاصل ومستوطنات يهودية وحواجز عسكرية.. وما بين هذا وذاك تجمعات فلسطينية صغيرة.

(إسرائيل) استغلت الإدارة الأمريكية الجديدة خير استغلال، واستفادت من التوترات التي تشهدها المنطقة العربية، كما استفادت من الأنظمة الفاقدة لشرعيتها في المنطقة بسبب أن هذه الأنظمة اضطرت للارتماء في الحضن الإسرائيلي، من أجل البقاء في الكراسي.. ولذلك فإن ترامب وصهره دعموا الاستيطان في الضفة، واتخذوا قرار نقل سفارتهم إلى القدس المحتلة، والآن يعترفون بضم الجولان السوري المحتل.. بينما العرب صامتون أو منشغلون بكيل الشتائم لأردوغان من خلال جيوشهم الإلكترونية التي ينفقون ملايين الدولارات لتمويلها.

والخلاصة هنا هي أن الواقع العربي بالغ البؤس، ويبعث على الخجل، وبينما لا يجرؤ أي حاكم عربي على إدانة أمريكا والقول لها: إن الجولان هي أراضٍ سورية عربية محتلة، فإن أردوغان وحده فعلها.. أما الأمريكيون فلماذا يفعلون ذلك؟ الجواب بسيط، وهو أنهم يقومون بتصفية فعلية للقضية الفلسطينية، وإنهاء لملفات الصراع بشكل تدريجي، من دون أي مفاوضات، ومن دون أي اكتراث لأي طرف عربي أو فلسطيني.