لا يحتاج نتانياهو إلى ضوء أخضر من ترامب كي يصعد من عدوانه على غزة، ولا يحتاج نتانياهو إلى مبرر لتصعيد هذا العدوان، فالإرهاب الصهيوني مكون رئيسي لهذه العصابات التي أقامت دولة على أرض فلسطين، وراحت تلاحق الفلسطينيين المطرودين من أرضهم بالموت والعذاب في كل أصقاع الأرض، وعلى أرض فلسطين.
ولا تحتاج غزة إلى تفكير بمصيرها، وبحجم العدوان على أهلها وهي تدافع عن نفسها، غزة أمام الخيار الوحيد، فإما الحياة مع رفع الحصار والعقوبات، وإما الحياة من خلال المواجهة، وهذا الخيار الذي ارتضته غزة، هو خيار درء المخاطر بالمخاطر، وعدم انتظار المزيد من مخاطر الحياة الاقتصادية والحياتية.
غزة لا تدافع عن نفسها بسلاحها وأبنائها وقياداتها، غزة تدافع عن القدس الإسلامية، وتدافع عن ارض الضفة الغربية وأرض 48، وتدافع عن هضبة الجولان السورية، وعن كل أرض عربية قد تتعرض للعدوان والاغتصاب من عدو تعود أن يقتل دون محاسبة، وتعود أن يتآمر دون فضيحة للمتآمرين، وتعود أن ينتصر في حروب مجانية، دون أن يدفع ثمن الانكسار.
غزة اليوم على مفرق طرق الانتصار، ولا خيار لأهل غزة إلا الانتصار، في مواجهة تفرضها على شعبها المكافح الصابر مرحلة قاسية من الضعف والتفكك العربي، ومن الانشغال الإقليمي، والتذلل الدولي، ومع ذلك، فغزة لكل أهلها الأمل بحياة كريمة، وغزة لكل الشعب الفلسطيني تجربة مقاومة لا تقهر، وغزة لكل شعوب الأمة العربية التي تلتف من حولها كنار الموقدة، وغزة لكل الأمة الإسلامية التي تعانق مصير غزة كحبل مسبحة يشدها إلى الكرامة، وغزة لكل شعوب الأرض التي تأبى أن تناصر الظلم والعدوان والإرهاب الإسرائيلي الذي تلقى الدعم المفرط من الرئيس ترامب، ومن قراراته الإجرامية بحق مقدسات المسلمين وأرض العرب.
غزة على قلب رجل واحد، تواجه قدرها ومصيرها موحدة صامدة حالمة بغد أفضل، وبأيام تشرق فيها شمس الحرية من فوهات البنادق التي لن ترتعب في أيدي رجال آمنوا بربهم، وبحقهم المقدس في الدفاع عن تراب وطنهم المقدس.