عمد نشطاء فلسطينيون، خلال الفترة الماضية، إلى إطلاق أسماء الشهداء على مفترقات الضفة الغربية المحتلة؛ تخليدا لذكراهم وأعمالهم الفدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب القائمين على المبادرة فإن الهدف من ذلك هو تخليد الأعمال الفدائية الفلسطينية، وإلغاء التسمية الإسرائيلية والاستيطانية على المفترقات والشوارع في الضفة المحتلة.
وأطلق النشطاء اسم مفترق الشهيد عمر أبو ليلى بدلا من مفترق مستوطنة "أرائيل" في سلفيت.
ونفذ أبو ليلى (19 عاما) عملية فدائية خلال مارس الجاري، على المفترق المذكور، ما أسفر عن مقتل ضابط وحاخام إسرائيلي وإصابة آخرين.
في حين أطلق النشطاء اسم شارع "آل جرار" على شارع مستوطنة "يتسهار" الاستيطاني في نابلس، تخليدا لعملية الشهيد أحمد نصر جرار في 9 يناير 2018م، وأسفرت عن مقتل حاخام إسرائيلي وإصابة آخرين.
كما أطلق على منطقة "بركان" الاستيطانية، اسم منطقة الشهيد أشرف نعالوة، الذي نفذ عملية فدائية في المنطقة المذكورة في 7 أكتوبر 2018م وأسفرت عن مقتل مستوطنين. وكذلك مفترق الشهيد صالح البرغوثي، بدلا من مفترق "عوفرا".
ونفذ الشهيد البرغوثي عملية إطلاق نار في 13 ديسمبر 2018 على المفترق المذكور، ما أسفر عن إصابة 11 مستوطنا بجراح مختلفة.
وقال الناشط عماد شقير: لن أعترف بتسمية مفترق مستوطنة "أرائيل" بعد اليوم، بل أصبح مفترق الشهيد عمر أبو ليلى، مشيرا إلى أنه طلب من أصدقائه عبر مواقع التواصل الاجتماعي المشاركة بتسمية هذا المفترق.
وأكد شقير أن هذا العمل واجب وطني تجاه الشهداء وبطولاتهم.
وأضاف: هذه تسمية ستكون واقعا في الفضاء الإلكتروني، ليكون مقدمة لوضع اليافطات عليها رغم إجراءات الاحتلال القمعية، التي لن تسمح بوضع اليافطات، لكنه من الواجب أن نتبناها في المرحلة الأولى، وبعدها سنطالب البلديات والمجالس المحلية باعتماد التسمية.
وأعرب الناشط رفعت ناصر عن سعادته بإطلاق أسماء الشهداء على المفترقات والشوارع، واصفا الأمر بـ "لفتة جميلة ذات دلالات عظيمة".
وقال ناصر: "نحن أولى من الاحتلال بتسمية مفترقاتنا وشوارعنا، فليس أحق من الشهداء أي أحد في هذه التسمية، وهي تخليد لذكراهم العطرة، والأجيال القادمة لن تنسى فعلهم المقاوم، وستكون هذه الشوارع شاهدة على عملياتهم البطولية".
وقالت إيمان نافع إن هذه المبادرة من شأنها إدخال السعادة في قلوب الفلسطينيين عامة وأهالي الشهداء خاصة.
وأضافت نافع أن التسمية ستبدأ بالفضاء الإلكتروني، وستكون واقعا على الأرض، فشعبنا عودنا على الوفاء للشهداء والأسرى.
وفي السياق، أكد الإعلامي د. أمين أبو وردة، أن الفضاء الإلكتروني أصبح من أهم الوسائل التي يستخدمها عامة الناس والشباب الفلسطيني.
وذكر أبو وردة أن العديد من المبادرات الوطنية تنطلق من مواقع التواصل، عادا مبادرة إطلاق أسماء الشهداء على مفترقات الضفة مبادرة راقية.
وقال إن الاحتلال سعى في كل إجراءاته لتخويف وتهديد شعبنا إذا قاوم الاحتلال، فإذا به يصدم أن كل إجراءاته فشلت في منع العمليات وتخليد ذكرى الشهداء.
وأضاف أبو وردة أن من يشاهد بيوت العزاء للشهداء، والمسابقات والمبادرات الوطنية، لتخليد ذكرى الشهداء وعملياتهم الفدائية، يجزم بأن شعبنا مقاوم ويقدم كل يوم عملا جديدا في سبيل تحرير أرضه ومقدساته.