في الوقت الذي يهدد فيه كوخافي رئيس أركان جيش العدو غزة بحرب واسعة النطاق، حيث أصدر تعليماته بحسب وسائل الإعلام العبرية للاستعداد لهذه الحرب، فإن محمود عباس يهدد موظفي السلطة بالتوقف عن دفع رواتبهم في الفترة القريبة القادمة؟! الشعب الفلسطيني في حيرة من أمره. السلطة التي جاءته في عام 1994م على جناح مسرحية سنغافورة غزة، والشرق الأوسط، باتت الآن بعد عقدين ونصف لا تستطيع توفير رواتب موظفيها؟!
ماذا يحدث في بلاد العالم الحرّ حين تفشل الحكومة في توفير رواتب موظفيها؟! الجواب المباشر: تستقيل، ويعود أعضاؤها إلى البيت، وتأتي مكانها حكومة جادة قادرة على معالجة الأزمة ومواجهة الانهيار. في بلادنا فلسطين لا يحدث هذا الإجراء العلمي، إذ تبقى الحكومة الفاشلة على رأس عملها رغم فشلها، ويطلب منها ذوو الشأن والقرار معالجة الأزمة؟!
لماذا لا تذهب السلطة إلى البيت؟! لماذا لا يحل مكان محمود عباس رجل آخر؟! هل عقمت فلسطين أن تلد رجلا كمهاتير محمد ينقذ البلاد من الفشل والفساد؟! إن أول عمل قام به مهاتير محمد هو اعتقال رئيس الوزراء السابق وقادة الفساد والتحقيق معهم ومصادرة أموالهم التي سرقوها من الشعب. نحن في فلسطين في حاجة لمن يعتقل هؤلاء ويصادر أموالهم التي سرقوها من الشعب، بعد أن أشاعوا الفساد في أجهزة السلطة، ولبسوا ثياب الوطنية كذبًا.
لا يمكن لغزة، والضفة، أن تواجه تهديدات كوخافي إلا إذا تطهرت من الفساد. الفساد في السلطة لا يقوده رجال من الحاشية فقط، بل إن رئيس السلطة هو قائد الفساد، لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. إن تغيير الشلة الفاسدة من شأنه توفير رواتب الموظفين، ومن شأنه أن يمنح القوة للشعب لمواجهة كوخافي في حرب واسعة النطاق.
رئيس الحكومة القادم محمد اشتية لا يمكنه فعل ذلك، لأنه هو جزء من شلة الفساد واسعة النطاق، وفاقد الشيء لا يعطيه، ونتوقع أن تزداد معاناة الشعب في ظل حكومته، لا في غزة فحسب، بل وفي الضفة أيضا، وأول ما سنشهده في ظل حكومته هو صرف 40% من الراتب للموظفين، ثم وقف الراتب كاملا؟! وعندها سيقول الموظفون ما أقوله الآن، هل عقمت فلسطين أن تلد بديلا عن عباس، وبديلا عن حاشية الفساد والشؤم؟!