تضج الشبكة العنكبوتية بآلاف المواقع الإلكترونية، ومئات آلاف المستخدمين من مختلف الفئات والأعمار، ما يجعلها "حاضنة ضخمة" لمعلومات سرية وعلنية.
فحين دخول المستخدمين إلى هذه الشبكة الضخمة تكون أول خطوة لهم هي تسجيل البيانات الشخصية، وتحميل بعض الملفات التي تحتوي على معلومات قد تكون سرية في بعض الأوقات دون علم عن مصيرها.
ولم يدر بخلد هؤلاء المستخدمين أين تذهب هذه المعلومات، وما مصيرها، وهل وجودها على شبكة الإنترنت يُشكل خطرًا على صاحبها.
أسئلة كثيرة تتكشف عن المصير المجهول لهذه المعلومات التي يضعها مستخدمو الشبكة العنكبوتية على مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها، وهو ما دفع صحيفة "فلسطين" إلى ضيافة خبراء للإجابة عنها.
تؤكد المختصة في التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أسماء عودة أن جميع البيانات التي توضع على الإنترنت على مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الإلكترونية "لا يُمكن أن تضيع أو محوها عن الإنترنت نهائيًّا".
وتوضح عودة أن جميع المعلومات تبقى مُخزّنة على "سيرفيرات" كبيرة وضخمة "موجودة في أماكن مجهولة، وبعيدة عن أنظار جميع المستخدمين".
وتشير إلى أن بعض أصحاب الشركات ورجال الأعمال يحتفظون بنسخ احتياطية للمعلومات الخاصة بهم، التي يضعونها على شبكة الإنترنت، بهدف القدرة على استرجاعها في حال اخترقت.
وتلفت إلى وجود وسائل أمان على "السيرفرات" التي تخزن المعلومات فيها، "لذلك يكون خطر الاختراق أقل نوعًا ما"، وفق قولها.
وتقول: "اختراق البيانات الموجودة على "السيرفيرات" الضخمة والسرقة قد يُعرض صاحبها للخطر والضرر".
وتُنبّه إلى أن بعض الأشخاص يخترقون البيانات الخاصة بمستخدمي الإنترنت، من أجل تحقيق مكاسب شخصية لهم، أو تحقيق الأرباح من بعض المواقع.
أبرز المخاطر توضح أنها تتمثل في الاستخدام الخطأ للبيانات، الذي يجعل اختراقها وسرقتها متاحين لمستخدمي الإنترنت، خاصة المتخصصين في ذلك المجال.
وتلفت إلى أن بعض التطبيقات الخاصة بالتواصل الفوري التي ظهرت أخيرًا ليست مراقبة، مثل: "التليجرام"، ناصحة باستخدامها بدلًا من التطبيقات المعرضة للاختراق.
وتختم عودة حديثها بتوجيه نصائح لمستخدمي الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي: حماية الحسابات الشخصية لهم، بربطها بالهاتف المحمول، ووضع "الأكواد" الرقمية، التي تُعطي صاحب الحساب إشعارات في حال اختراق الحساب.
ودعتهم إلى الحذر الشديد في وضع البيانات الخاصة بهم عند استخدام مواقع الإنترنت، وعدم الإدلاء بكل المعلومات لأي من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
تجدر الإشارة إلى أن التطبيقات المزيفة انتشرت كثيرًا في الآونة الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت، بهدف جمع البيانات والمعلومات عن المستخدمين، ما يجعل حساباتهم مهددة وعرضة للاختراق، فيصبحون عرضة للابتزاز الإلكتروني.