فلسطين أون لاين

​المواطنون يطالبون السلطة بحمايتهم .. التنسيق الأمني "أبو الخيانة"

...
السلطة تقدس التنسيق الأمني مع الاحتلال
غزة/ محمد أبو شحمة:

منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي وقواته الخاصة المعروفة باسم "يمام" محاصرة أحد المنازل يتحصن به منفذ عملية سلفيت، في قرية عبوين شمال شرق مدينة رام الله مساء أول من أمس، أطلق الفلسطينيون بمختلف أطيافهم وألوانهم السياسية نداءات إلى قادة أجهزة أمن السلطة لضرورة نصرة "المطارد"، وفك الحصار عنه.

كما في كل مرة يُحاصر فيها "مطلوب" لجيش الاحتلال، لم تستجب قيادة أجهزة أمن السلطة لنداءات المواطنين، وتركت منفذ عملية سلفيت يقاتل وحده 3 كتائب من جيش الاحتلال والقوات الخاصة لساعات عدة، حتى أعلن عن استشهاده وخطف جثمانه.

حالة من الغضب والغليان انتشرت بين المواطنين بسبب تخلف الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها المنوط بها لحماية الشعب الفلسطيني ومقاوميه من الاحتلال الإسرائيلي، وعدم إخراجها الأسلحة والمركبات العسكرية التي تمتلكها للاشتباك مع القوات الخاصة.

والشاب عمر أبو ليلي يتهمه الاحتلال بأنه منفذ عملية سلفيت التي وقعت الأحد الماضي، قرب مستوطنة "أرئيل"، وقُتل فيها جندي ومستوطن إسرائيليان.

المواطن رزق بربخ انتقد غياب عناصر الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس السلطة محمود عباس عن حماية الشهيد أبو ليلى، وانسحابها تماما من القرية التي كان يتحصن بها قبل مهاجمة قوات الاحتلال الخاصة له.

وقال بربخ لـ"فلسطين": "إن السلطة تقدس التنسيق الأمني مع الاحتلال، وأنا لا أستبعد أنها ساعدت جيش الاحتلال ووحداته الخاصة، بتحديد مكان منفذ العملية، من خلال عناصرها الأمنيين، هو ما حدث مع عدد من المطاردين قبله".

ويضيف: "الأجهزة الأمنية لديها آلاف قطع الأسلحة، وعناصرها مدربون على إطلاق النار، ولو تدخل أحد منهم لساعد المحاصر أبو ليلى على الهرب، ولكن عقيدة أجهزة السلطة هي عدم نصرة المقاومين وتركهم يقاتلون وحدهم".

محمود حمدان يصف عناصر الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بمدن الضفة الغربية "بحراس الاحتلال"، وذلك لغياب أي دور لهم في صد اقتحامات جيش الاحتلال، ووقف أي عمليات تصفية للمطاردين ومنفذي العمليات الفدائية على الحواجز العسكرية، وداخل المستوطنات.

ويقول حمدان لـ"فلسطين": "السلطة متعاونة مع الاحتلال بشكل واضح وفاضح في الوصول إلى منفذي العمليات، والدليل التصريح الصحفي المتداول لقائد الشرطة في الضفة الغربية اللواء حازم عطا الله، الذي صرح أنهم كانوا يسعون للعثور على منفذ عملية سلفيت".

ويتابع: "دائما المحللون العسكريون لجيش الاحتلال يشيدون بالتنسيق الأمني مع السلطة وأجهزتها، ودورها في إحباط مئات العمليات الفدائية ضد المستوطنين وجنود جيش الاحتلال، ولا شك أن للسلطة دورا في مساعدة الاحتلال في الوصول إلى أبو ليلى".

محمد حمامي يقول بعد استشهاد منفذ عملية سلفيت: "الآن حصحص الحق، والتنسيق الأمني أبو الخيانة، هو الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عن معرفة مكان الشهيد عمر أبو ليلى في رام الله".

ويضيف حمامي: "السلطة ومخابراتها تريد زرع الفتنة في قطاع غزة بين الفصائل والشعب، وفي الضفة الغربية تتعاون مع الاحتلال في الليل والنهار، وتتفاخر به، كما أعلن رئيسها محمود عباس أنه يحمي أمن (إسرائيل)، ولا يخجل من ذلك".

وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مساء أول من أمس أن رئيس "الشاباك" نداف أرغمان اتصل برئيس مخابرات السلطة ماجد فرج وشكره على المعلومات التي قدمها جهاز المخابرات لجهات الاحتلال الأمنية للكشف عن أبو ليلى.

وكان غادي آيزنكوت، رئيس جيش الاحتلال السابق، أكد عند مغادرته منصبه في يناير الماضي، أن السلطة الفلسطينية أحبطت العديد من العمليات في الضفة الغربية المحتلة، طيلة عام 2017، من خلال المعلومات الأمنية التي تقدمها باستمرار.