قائمة الموقع

صور وفيديوهات عربية.. السلطة تلجأ لمواد دعائية مضللة لشيطنة غزة

2019-03-19T07:05:20+02:00
صورة تعبيرية

على مدار ثلاثة أيام متواصلة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"تويتر"، التي تتبع للسلطة وأجهزتها الأمنية، والاحتلال الإسرائيلي، بصور وفيديوهات لأشخاص وأطفال ونساء تظهر على أجسادهم آثار تعذيب وحشية، يدعي مروجوها أنها بفعل أجهزة الأمن في غزة.

وببحث سريع عبر محرك البحث الشهير "جوجل" وأدوات التحقق من الصور، يظهر أن المنشورات التي سوقت تعود لمعتقلين ومعتقلات في سوريا، والعراق، ومصر، ما يطرح تساؤلًا عن دوافع هذا الفعل وتداعياته.

ومن أبرز الصفحات المروجة للصور الدعائية المضللة، والهادفة لخلق صورة معادية تجاه قطاع غزة: صفحة "غزة تحت الحصار"، و"مباشر غزة"، و"مباشر الضفة"، و"ويكيليكس غزة"، و"الحرس الرئاسي"، و"سهم الإخبارية"، و"أبو قاسم"، و"أخبار رواتب فلسطين".

ويؤكد أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية البروفيسور جواد الدلو أن نشر صور تعذيب تعود لأشخاص من دول آخر، تأتي ضمن حملة دعائية منظمة تقف وراءها جهات لها موقف معادٍ من قطاع غزة وتسعى لتحقيق أهداف معينة، عبر وسائل الإعلام المختلفة.

ويقول الدلو لصحيفة "فلسطين": "لم تحقق حملة نشر تلك الصورة المزيفة أهدافها، إذ سريعا ما اكتشف الجمهور أنها مفبركة، وهذا أدى إلى فشل أهدافها في وقت مبكر، وذلك بفضل توافر وسائل الإعلام، التي قربت المسافات، لذلك كان مردودها سلبياً على أصحابها".

ويضيف الدلو: "العالم أصبح بيت صغير بفضل مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، وأصبح من السهل إيضاح أي حملات تطلق من قبل جهات منظمة، وهو ما تم حين وصل النشطاء إلى الصور الأصلية".

في حين يرى الباحث في مجال الإعلام السياسي والدعاية حيدر المصدر، أن جميع المؤشرات حول الصور غير الحقيقية والتي تناقلها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي جاءت بغرض خلق تصور للجمهور أنها من قطاع غزة بما يؤكد أنها منظمة من قبل جهات.

ويقول المصدر لـ"فلسطين": "رواد مواقع التواصل الاجتماعي يوجد عندهم ما يمكن إطلاق عليه الفوضى المعلوماتية، بمعنى نشر صور وفيديوهات ولو كانت غير دقيقة حول حدث يهمهم ينتشر بشكل كبير رغم عدم دقته، لذا لا بد من حملة آنية مضادة لمواجهة التضليل".

ويوضح أن الهدف من نشر تلك الصور الدعائية خلق صورة نمطية أولية عن الأجهزة الأمنية في غزة بأنها بالفعل عذبت معتقلين بوحشية رغم عدم دقتها، لافتًا إلى أن وجود تجاوزات من أجهزة الأمن سهل عملية انتشار تلك الصور على نطاق واسع في اللحظات الأولى لإطلاقها.

مردود خطير

بدوره يؤكد الباحث الإعلامي المقيم في لندن ميسرة العرابيد أن فريقا سياسيا فلسطينيا أعاد تدوير مواد إعلامية قديمة ومن مناطق صراع أخرى على أنها ارتكبت من طرف فلسطيني آخر، ونشرها عبر شبكات التواصل كأنها وقعت حديثًا.

ويقول العرابيد في منشور له عبر صفحته في موقع "فيسبوك": "مر عليّ العشرات من الصور والفيديوهات يتداولها الناس بشكل كبير جدًا؛ وليس لها علاقة لا في غزة ولا الضفة ولا فلسطين أساسًا".

ويشير إلى أن أكثر من ٨٠٪ من هذه الأخبار مزيفة والصور والفيديوهات المصورة المستخدمة مُعاد استخدامها ولا تمت لفلسطين بصلة، وهي قديمة ومأخوذة من دول أخرى ويتم إعادة نشرها على أنها حديثة.

ويحذر العرابيد من أن مردود تلك الصفحات والمواد الدعائية المضللة سيكون خطيرًا على الفلسطينيين أنفسهم مع الزمن.

ويقول العرابيد: "ما يجري أن فتنة قائمة بين الأحزاب السياسية الفلسطينية، إذ إن فريقًا وحزبًا سياسيًا معينًا يتعمد استخدام نفس الاستراتيجية بإعادة تدوير مواد إعلامية قديمة ومن مناطق صراع أخرى على أنها ارتكبت في هذه الأيام من طرف فلسطيني آخر".

اخبار ذات صلة