سلفيت تنطق بالحق أفلا تعقلون؟ سلفيت تقول إذا أردت أن تسمع صراخ المقاطعة في غزة، فاضرب بسكينتك الأسياد إن كنتم تعلمون. مقولة سلفيت قالها المقادمة من قبل أفلا تتذكرون؟ ونفذها يحيى عياش نعم الرجل إنه مقدام. وورثه من سلفيت أخ له ظاهر على الحق رغم تنسيق المنافقين، إنه امتلك رشاشًا. ووهب الله له شعبا فرحًا يحميه بجناحين أبويين قويين، رحمة من الله إنه هو العزيز الحكيم.
رحم الله شعبًا لا يفت في عضده الخوف، إنه أواب، رجاع، لا تثنيه الشهادة والأسر عن فعل الخيرات، والنهي عن المنكرات، إنه شعب ظاهر على عدوه رغم الخيانة والنفاق، وإن طال المدى، أو باض طائر على الوتد في مقاطعة التنسيق الأمني، فالله لهم بالمرصاد.
حين دفعت المقاطعة صبية وأغرارًا ليثيروا شغبًا في غزة باسم الجوع والفقر، لنصرة العدو ورفع شأنه، وإظهار المستضعفين الأوفياء في غزة على أنهم من المقبوحين، أرسل الله إليهم من سلفيت جوابًا يلجم ألسنتهم، ويفضح سواد قلوبهم، وما كان ربك بغافل عما يعملون. وحين فجرت سكين سلفيت قلب العدو، واستولت على سلاحه، وقتل داود جالوت، وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء، فرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الحكيم.
حين فرح المؤمنون بنصر الله، اشرأبت أعناق المكذبين بالحق وبالمقاومة، ونشروا كلابهم مع كلاب عدوهم في قرى وجبال نابلس وسلفيت، بحثًا عن داود والفئة القليلة، التي تشبثت بالحق، لا يضرها أذى يصيبها، ولا خيانة تكشف مخبأها، فقد امتلكت رشاشًا وحجرًا وسكينًا تدفع بهم وبتوفيق الله لها عن نفسها، نعم الفئة قالت: لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، عليه توكلنا، وإليه أنبنا وإليه المصير.
كان رجل سلفيت فردا يأكل من عمل يده، لا من خيانة شعبه ويد عدوه. كان فردا لا شريك معه، فتمكن من عدوه على غفلة منه، وقاوم رجلا لرجل، مقاومة الرجال الأبطال، وانتقم لنفسه ولأطفال صغار قتلهم العدو بطائراته وهم يلعبون، فكان عمله دفاعا عن النفس، وعن أطفال رضع وشيوخ ركع لا ذنب لهم إلا أنهم من فلسطين، وإنهم لا يريدون الخروج من سلفيت. رجل أقسم على الله فأبره، فقد كان بارا بشعبه، وليس بعد البر إلا الجنة، أو النصر، ينصر الله من يشاء، ويذل من يشاء، فنعم عمل المستشهدين، والحمد الله رب العالمين، الذي شرع للمظلومين الحق في الدفاع عن النفس، وحرّم العدوان.