انطلقت قبل أيام حملة تطوعية لتنظيف شاطئ بحر غزة من المخلفات، ضمن مبادرة شبابية قامت عليها مدرسة (SDR) للسباحة والإنقاذ والغوص، واحدة من أهم المبادرات التي تطلق من أجل الحفاظ على شاطئ غزة المتنفس الوحيد لأكثر من مليوني نسمة.
وبعنوان: "شواطئنا أجمل لا تأتي بالصدفة" انطلقت الحملة بمشاركة العشرات في مناطق متفرقة على شاطئ غزة البالغ طوله 40 كيلومترًا، ويحده من الشمال الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة الـ48، ومن الجنوب دولة مصر.
ولم يتردد الشاب إبراهيم ناصر في مشاركة زملائه في تنظيف الشاطئ من المخلفات.
وقال ناصر: "إن البيئة البحرية وجمال شاطئ غزة من أولوياتي وأولويات أصدقائي، وتطوعنا لأننا ننتمي لهذه الأرض، وحريصون على بحرها".
وذات مرة عندما كان ينظف الشاطئ قرب أحد مصبات مياه الصرف الصحي وجد هناك سلحفاة نافقة، وقال: "إن المنظر كان محزنًا".
وتابع لـ"فلسطين": "وجدنا زجاجات مكسورة من الممكن أن تؤذي أطفالنا وتشكل خطرًا على حياتهم".
وعن أهمية الحملة قال ناصر العضو في مدرسة (SDR): "إن الحملة ستجعلنا مثالًا للشباب المبادرين أن لا عيب في أن ننظف ما تركه بعض غير المبالين خلفهم، وحتى نكون قدوة لكل شخص يجد شيئًا على الساحل ليضعه في المكان المناسب".
وكان ناصر ضمن الفريق المشارك يعمل مرشدًا وموجهًا بجهود شخصية وذاتية من بعض الزملاء ودون أي دعم، كما قال.
وقال ماهر أبو مرزوق مدير مدرسة (SDR) للسباحة والإنقاذ البحري: "اشترينا أكياسًا فارغة وقفازات للأيادي من مالنا الخاص، ونظفنا، وشجع بعضنا بعضًا، وسط أجواء فرحة مشحونة بطاقة إيجابية من شباب يأمل شاطئًا ووطنًا جميلًا".
وشدد أبو مرزوق لـ"فلسطين" على أن البيئة البحرية في خطر شديد نتيجة إلقاء القمامة على الشاطئ، مشيرًا إلى أن ما يرميه الإنسان في البحر يعود له في الغذاء بالمأكولات البحرية.
وأضاف: "نحن مدرسة رياضية نهتم بالرياضات البحرية، وأحببنا أن نوعي الجيل المشارك من الشباب المثقفين، أن عملنا لا يقتصر على الرياضة فقط، بل إن اهتمامنا كبير بالبيئة البحرية".
وتابع: "في كل صيف يزيد تلوث الشاطئ لعدم اهتمام المصطافين، والبلاستيك والأوراق التي تنزل إلى البحر تسبب أضرارًا للكائنات الحية في البحر، وبعض المواد الصلبة إذا وصلت إلى البحر فمن الصعب جدًّا التخلص منها سنوات طويلة".
وأكمل: "وجدنا في أثناء عملنا سلحفاة بحرية ميتة، ووجدنا عليها آثار دلت أنها علقت بشباك الصيادين، لكن ذلك لم يكن سبب الموت، بل كان في فمها أكياس بلاستيك؛ فأصيبت باختناق، وهذا سببه تلوث الشاطئ الذي تسحب مياه البحر مخلفاته، فتسبب أضرارًا للكائنات البحرية".
وأشار إلى مشاركة مثقفين وأكاديميين من كلا الجنسين، في يوم تطوعي لتنظيف شاطئ البحر، وكانت البداية في بحر الشيخ عجلين جنوبي مدينة غزة، وجزء من شاطئ المحافظة الوسطى من قطاع غزة، وشاطئ السودانية، شمالًا.
وضم أول تجمع لهؤلاء 30 متطوعًا، جمعوا القمامة من الشاطئ داخل 50 ظرفًا سوداء مخصصة لجمع القمامة، في منطقة غزة وحدها.
ولاحقًا -والقول لأبو مرزوق- تواصل المزيد من المتطوعين، ونزلنا في منطقة غزة، وجمعنا قمامة ووضعناها في أكثر من 70 كيسًا مخصصة لجمع القمامة، ووجدنا حيوانات بحرية نافقة على الشاطئ، منها سلاحف، وتسببت برائحة نتنة على البحر، ودفناها بعيدًا بعض الشيء عن الشاطئ، حتى لا تسبب تلوثًا بيئيًّا.
وشملت المبادرة التطوعية تقديم شروحات عن أهمية البيئة البحرية، ومساعي تفعيل المجتمع المدني، وتوعيته أهمية الحفاظ على هذه بيئة وحمايتها من التلوث.
ورأى أنه مع المسؤوليات الملقاة على عاتق البلديات والمؤسسات الرسمية لا يحق للمواطن أن يلقي بالمسؤولية كلها دائمًا عليها، فهو يتحمل جزءًا من المسؤولية تجاه نظافة الشاطئ.
وخاطب أهل قطاع غزة قائلًا: "رسالتنا: إن البحر هو الشيء الوحيد الذي بإمكاننا الاستمتاع به، خاصة أننا على أبواب موسم الاصطياف الذي يبدأ بحلول صيف 2019م".