قائمة الموقع

القواسمي: لن أبتعد عن القدس

2019-03-13T09:50:00+02:00

"الحنين إلى ما كان، إلى زهر الشباب، هو كأن تستعصي عليك ضربات القلب، فتعجز عن التنفس والعودة بك إلى ماضيك، وأن تستجدي القلب أن يتروى لكي تشتاق أنت أكثر؛ فالأمنيات لا تتساوى في جوهرها ورغبات الذات في كل حين، لذلك كلما تبسم لي ثغر من حاضري بكت في القلب آلاف النبضات على ما أضعت"، هذا ما تحدث به الروائي عيسى القواسمي (56 عامًا) من مدينة القدس بمجرد سؤاله: لو عاد بك الزمن للشباب فماذا ستفعل؟.

ويكمل لـ"فلسطين": بالعادة ما يكون غضب الروح نتاج حياة لم نعشها كما ينبغي لنا العيش، وذلك نتيجة ألم وفقدان وحرمان من الوطن الذي ضاع منا، بيد أن وراء كل وجع ومعاناة هناك حتمًا سنجد حبًّا وحرية في أحلك الأوقات ظلمة، وفي أغرب لحظات العمر المتأخر.

لو قدر لي العودة إلى الماضي لعشت القلب والروح والأرض معًا، وصنعتُ تاريخًا لا غبار عليه، ولكن غير الذي أرادوا لنا أن نكون عليه.

وبصوت آه يخرج من القلب: كثير من الأشياء التي فعلتها لن أعود لفعلها.

فلو عدت للشباب فأول شيء سأفعله أن أذهب إلى الله في وقت أبكر، وسأعيد صياغة وقتي بشغف آخر، وأسقط أناسًا كثرًا من قلبي، وأحذف مفاهيم سياسية وقيادات عديدة، وسأؤمن بالوطن وحده دون أي رموز أخرى، ولكن سأحب المرأة ذاتها التي صارت زوجتي بالمشاعر نفسها بل أعمق.

ولن أكرر أخطاء ارتكبتها بحق ذاتي وحق الآخرين، كتفكيري في السفر للدراسة بالخارج، ولن أعيد تجربة الابتعاد عن القدس مدة كانت كافية لأنسى اشتياقي إليها، وسأتعمق في دراسة الأدب الواقعي لا المتخيل، لكن لن أبدل بجوهر ودلالات رواياتي الخمسة التي صدرت، ربما كنت سأضيف بعض جماليات اللغة لا أكثر.

وسأعشق الأمكنة داخل سور القدس القديمة بعمق، وسأحفظ قصة كل زاوية وحجر ومصطبة وقنطرة وعقبة، سأعيش صدق وأحداث الانتفاضة بكل تفاصيلها.

اخبار ذات صلة