أكدت فصائل وقوى فلسطينية رفضها تشكيل رئيس السلطة محمود عباس حكومة جديدة برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية.
وعدت الفصائل والقوى تشكيل الحكومة بمنزلة تفرد وإقصاء وهروب من استحقاقات المصالحة ومن شأنها تكريس وتعزيز الانفصال والانقسام في الشارع الفلسطيني.
وكلف رئيس السلطة محمود عباس، أمس، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية بتشكيل حكومة جديدة، خلفًا لرامي الحمد الله.
وقال المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم: "إن تشكيل عباس حكومة جديدة دون توافق وطني؛ سلوك تفرد وإقصاء وهروب من استحقاقات المصالحة وتحقيق الوحدة، ووصفة عملية لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وترسيخ الانقسام".
وأكد برهوم في تصريح صحفي، عدم اعتراف حماس بـ"الحكومة الانفصالية لكونها خارج التوافق الوطني"، لافتًا إلى أن المدخل الأمثل لتصحيح الوضع الفلسطيني هو "تشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات عامة شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني".
بدوره قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب: "إن تشكيل حكومة جديدة خطوة ليست في الاتجاه الصحيح لكونها انفرادية وتُعمق الانقسام والأزمة في الساحة الفلسطينية".
وقال حبيب، في تصريح صحفي: "كنا نأمل أن تكون هناك حكومة وحدة وطنية لتكون بمنزلة خطوة للأمام نحو ترتيب البيت الفلسطيني والخروج من الانقسام الأسود نحو فضاء المصالحة".
ودعا حبيب، لأن يكون هناك رفض من الكل الفلسطيني لخطوة تشكيل الحكومة فهذه خطوة انفرادية تجسد حالة الاستبداد التي يكرسها محمود عباس، مطالبًا بحراك على مستوى الفصائل وعلى المستوى الشعبي لرفض هذه الحكومة "حكومة اشتية".
حوار وطني
بدوره قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة: "إن الأولوية ليست تشكيل حكومة فلسطينية ولكن الأولوية مواجهة صفقة القرن وتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمركزي بسحب الاعتراف بالاحتلال والتحلل من كل الالتزامات".
وأكد أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين" أن سياسة الانفراد والتفرد لا تزيد الوضع الفلسطيني إلا مزيدًا من التعقيد وتضرب الصيغة الائتلافية التي تتشكل منها المؤسسات الوطنية لفلسطينية.
ورأى خروج النظام السياسي الفلسطيني من مأزقه يتمثل بدعوة الكل الوطني الفلسطيني لحوار يصل إلى حكومة وحدة وطنية تحضر لانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني وفق التمثيل النسي الكامل، بما يحقق الشراكة من كل ألوان الطيف الفلسطيني.
في الإطار نفسه قال القيادي في الجبهة الشعبية زاهر الششتري: "إن تشكيل حكومة جديدة في ظل وضع خطير تتعرض له القضية الفلسطينية يعزز الانقسام"، داعيًا لعقد حوار وطني شامل يضم الكل الفلسطيني في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني.
وشدد على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تستند إلى الحوارات الفلسطينية الشاملة مهمتها إنهاء الانقسام وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني.
"صفقة القرن"
من جهتها، عدّت حركة الأحرار الفلسطينية تشكيل الحكومة استمرار للتفرد واختطاف القرار والتمثيل وانقلابًا على الإجماع والتوافق.
وقالت الحركة: "إن تشكيل الحكومة لن يعدو عن كونها حكومة عباس، وفتح لتمرير سياساتهم وتحقيق الانفصال بين الضفة وغزة تنفيذًا لصفقة القرن".
وأضافت: "كان الأولى بدلاً من تأزيم المشهد الفلسطيني والأزمة الداخلية هو تطبيق اتفاقيات المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمارس دورها ومهامها في ترتيب البيت الفلسطيني والتحضير للانتخابات وتحشيد قوى شعبنا لمواجهة التحديات".
تكريس الانقسام
من جانبها، قالت حركة المجاهدين الفلسطينية: "كان من المفترض أن يكون هناك توافق وطني على رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة".
في حين أكدت لجان المقاومة الشعبية، أن قرار عباس بتشكيل حكومة جديدة "إمعان في سياسة التفرد، واتخذ دون إجماع وطني".
وشغل اشتية منصب رئيس المجلس الفلسطيني للتنمية والإعمار (بكدار).
وأوصت اللجنة المركزية لـ"فتح"، نهاية يناير (كانون ثانٍ) الماضي، بتشكيل حكومة جديدة من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. لكن فصائل بارزة في المنظمة رفضت المشاركة فيها.
وقبل رئيس السلطة عباس في 29 من يناير الماضي، استقالة حكومة الحمد الله، وكلفها بتسيير الأعمال.