فلسطين أون لاين

​أرّقت المستوطنين بمحاذاة القطاع بالأطباق الورقية

وحدة "أبناء الزواري" تتوعد الاحتلال بـ"إبداعات جديدة"

...
صورة أرشيفية
رفح/ ربيع أبو نقيرة:

توجه الغزي "أبو أنس" (اسم مستعار) إلى أرض زراعية على أطراف مخيم رفح جنوبي قطاع غزة، لمتابعة الإبداعات الجديدة التي ابتكرتها الوحدة المسماة "أبناء الزواري" التي يقودها هناك، وهي واحدة من مجموعات شعبية عدة ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية.

وتعكف المجموعة على تطوير أدواتها لزيادة فاعليتها في إرباك المستوطنين وجنود جيش الاحتلال بمحاذاة قطاع غزة، بحسب تأكيد "أبي أنس" الذي طلب عدم كشف هويته.

ووحدة أبناء الزواري هي وحدة شعبية أسست مع بداية انطلاق فعاليات مسيرة العودة في 30 آذار (مارس) 2018م، واتخذت من الأطباق الورقية إلى جانب البالونات أدوات لها لإصابة كيان الاحتلال بالقلق.

وينتظر أفراد "وحدة أبناء الزواري" على أحر من الجمر "ساعة الصفر" لإطلاق الأطباق الورقية نحو الأراضي المحتلة منذ 1948م، عندما يلزم الأمر، وفق قول منسق الوحدة في رفح.

ويخفي المشاركون في الوحدة أسماءهم الحقيقية لمنع الاحتلال من تحديد شخصياتهم واستهدافهم، لاسيما أن طائرات الاحتلال قصفت مرات عديدة مطلقي الأطباق الورقية والبالونات.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "إن تصاعد وتيرة إطلاق البالونات والأطباق الورقية أو انخفاضه لا يوقفان أبناء الوحدة عن العمل، وتطوير الأدوات والأساليب التي يرونها مناسبة".

ويضيف: "طورنا من أساليب العمل، ووصلنا إلى نتائج جيدة ستبهر الصديق قبل العدو".

ويتابع منسق الوحدة في رفح: "نحن شباب ثائرون من أطياف الشعب الفلسطيني جميعًا، لا نتبع أي تنظيم، لكننا ملتزمون بقرارات هيئة مسيرة العودة التي تخدم أهداف هذه المسيرة".

ويشير إلى أن بداية عمل الوحدة كانت بإطلاق أطباق ورقية طائرة، مذيلة بمواد مشتعلة، تطير في الهواء لتسقط في الأراضي المحتلة وتلحق ضررًا ماليًّا بالمستوطنين.

ويؤكد "أبو أنس" وصول أفراد الوحدة إلى مرحلة من الوعي والخبرة في ذلك المجال.

ويكشف عن إبداع جديد بأدوات بسيطة تستخدم فيه تقنيات أخرى، صنعته أيدي ثوار الوحدة، من شأنه أن يشغل صفارات الإنذار في المستوطنات المحاذية للقطاع، وكذلك ما تعرف بـ"القبة الحديدية"، مؤكدًا تجربته بموقع كرم أبو سالم العسكري جنوب القطاع، ونجاحه في إطلاق صفارات الإنذار، دون إعلان ذلك في حينه.

بدوره يقول أحد أفراد الوحدة حسن أبو علي لصحيفة "فلسطين": "مازلنا نجري تجارب لأدوات جديدة من شأنها إرباك الاحتلال، ووضع حد لغطرسة الصهاينة والمستوطنين".

ويضيف: "إن وحدة أبناء الزواري تقدم الدعم لوحدة الإرباك الليلي في إطار التنسيق بين وحدات مسيرة العودة العاملة في الميدان".

وينبه أبو علي إلى سرية التحركات والتواصل بين الشباب الثائرين في الوحدة، وتغيير أماكن العمل باستمرار، حفاظًا على سلامتهم، خصوصًا أن الاحتلال فشل في مواجهة أدوات المسيرة، الأمر الذي دفعه إلى استهداف مطلقيها بالصواريخ والقذائف المدفعية.

ويرى أن إبداع الثوار يكمن في تحويل الأطباق الورقية والبالونات التي هي في الأصل ألعاب للأطفال إلى أدوات مؤثرة تقض مضاجع المستوطنين، وتكبدهم الخسائر المالية الفادحة.

ويستخدم المشاركون في مسيرة العودة أدوات سلمية للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة منذ 1948م، ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 13 سنة، لكن استخدام الاحتلال الإسرائيلي العنف بحقهم أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف، منهم مسعفون وصحفيون وأطفال.