عدت فصائل فلسطينية القصف الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع الذى يسعى إليه الاحتلال رغم الجهود المصرية لتثبيت التهدئة وتنفيذ تفاهمات كسر الحصار.
وذكرت الفصائل أن الاحتلال يحاول استدراج المقاومة لـ "عسكرة" مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية، وقطع الطريق أمام الجهود المبذولة لإنهاء الحصار، ومحاولة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كسب أصوات الناخبين الإسرائيليين في الانتخابات المقبلة.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، غارات على أهداف متفرقة في قطاع غزة، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وقال الناطق باسم حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين، مصعب البريم: إن القصف الإسرائيلي على غزة محاولة إسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع، وللضغط على فصائل المقاومة لاستدراجها لعسكرة مسيرات العودة.
وأكد البريم لصحيفة "فلسطين" أن شعبنا وفصائله المقاومة على دراية بمحاولات الاحتلال عسكرة المسيرات والتقليل من أهميتها، ومواصلة جرائمه بحق المشاركين السلميين فيها.
وأشار إلى أن قصف الاحتلال ينم عن حالة هستيريا وتخبط يعيشها بعد أن أربكت مسيرات العودة المستمرة منذ مارس العام الماضي، حساباته وعرته عالميًا بسبب الجرائم التي يرتكبها بحق المتظاهرين السلميين.
وأكد البريم تواصل الجهود المصرية من أجل تهدئة الأوضاع في القطاع، وحماية الدم الفلسطيني بما ينسجم مع حجم التضحيات التي يقدمها شعبنا على مدار اللحظة، مشددًا على ضرورة وقف الجرائم الإسرائيلية على شعبنا والزام الاحتلال بتنفيذ كل التزامات التهدئة.
ورأى عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، أن القصف الإسرائيلي على غزة، محاولة من نتنياهو؛ لكسب أصوات الناخبين الإسرائيليين في الانتخابات المقبلة.
وقال سويرجو لصحيفة "فلسطين": إن نتنياهو يحاول طمأنة جمهوره الداخلي بأنه قادر على "كبح غزة، وضربها متى شاء، وأن مسيرات العودة لا قيمة لها، والعمل على افشالها والاعتداء على المشاركين فيها، دون التوجه للانفجار".
وتوقع استمرار جرائم الاحتلال بحق المشاركين في مسيرات العودة، لافتًا إلى أن نتنياهو لن يجر المنطقة إلى انفجار لضمان سير الانتخابات المقبلة.
وأكد سويرجو أن مصر تبذل جهودا مكثفة لمنع التصعيد، ولتثبيت تفاهمات التهدئة بين الاحتلال والفصائل في غزة.
خلط الأوراق
وكشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، عن حراك دولي وإقليمي خلال اليومين القادمين من أجل تأمين المستلزمات الأساسية لأهالي القطاع.
وقال أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين": إن الحراك الدولي والإقليمي من شأنه أن يسهم في إنعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي في القطاع، وذلك من خلال تنفيذ المشاريع الانسانية بغزة.
وأكد أن سلطات الاحتلال تحاول بشكل مستمر مع كل جهود تبذل للتهدئة خلط الأوراق في محاولة منها لفرض أمر واقع ولتحديد سقف متطلبات محددة، وطمأنة مستوطنيه في المستوطنات القريبة من غزة، بأن "يد الجيش طويلة وقادرة للدفاع عن أمنها، ومحاولة من نتنياهو، لكسب أصوات ناخبيه في الجولة الانتخابية المقبلة".
وبين أن الفصائل الفلسطينية تطلع بشكل مستمر الوفد المصري على خروقات الاحتلال، محملًا الأخير نتائج وتداعيات اعتداءاته على القطاع.
وأشار إلى مواصلة الجهود المصرية لتثبيت حالة الهدوء في القطاع استنادًا إلى تفاهمات التهدئة الموقعة في 2014، مشيرًا إلى أن الوفد المصري نقل التفاهمات المتوافق عليها فلسطينيا إلى سلطات الاحتلال من أجل تطبيقها.
وقال أبو ظريفة: "استجابة للجهود المصرية تم تجميد العمل ببعض الأدوات الشعبية لمسيرة العودة، لأيام؛ لنرى التزام الاحتلال بها"، مؤكدًا أنه في حال لم يلتزم الاحتلال سيتم إعادة العمل بها مجددا، واستحداث أدوات جديدة لدفع الاحتلال للاستجابة لمطالب شعبنا بإنهاء الحصار.