فلسطين أون لاين

​لا تقاهروا أطفالكم

...
ينعكس أسلوب مقاهرة الكبار للصغار على نفسيتهم وسلوكهم
غزة/ هدى الدلو:

تشتكي الأم من تصرف جد أبنائها تجاه طفليها، إذ يناصر الأول على حساب الثاني، فمقابل بكائه وغضبه يكون الجد وابنها الأول غارقين بالضحك، والجد لا يفعل ذلك إلا من باب المزاح والدعابة للطفل، فيحمل في قلبه من الحنان والحب لهم ما يكفيهم، لكنها أحيانًا تُستفز من تصرفه، وتخاف أن ينشأ بين أبنائها أسلوب المكايدة و"الجكر"، أو يتبادر إلى ذهن أحدهم أنه محبوب أكثر من الآخر، فكيف ينعكس أسلوب مقاهرة الكبار للصغار على نفسيتهم وسلوكهم؟، هذا ما نتحدث به في السياق التالي:

الاختصاصي النفسي وسام الشلفوح قال: "أكثر من يتأثر بأسلوب مقاهرة الكبار للأطفال هي الأم، ولكن عليها ألا تتعامل مع الأمر جديًّا، فهو لن يفيد، بل على العكس، ستتسبب في التوتر بين أفراد العائلة، وعليها أيضًا عدم الاعتماد على ردة فعل الطفل، بإظهار مشاعر الغيرة، أو الغضب"، مؤكدًا أن عليها التعامل مع الطفل بأسلوب مرح بعيدًا عن التعقيد.

وأوضح أنه بعد ذلك يمكن للأم احتضان طفلها، وتقترح عليه أن يقوم بشيء يريحه ويخفف من غضبه الناتج عن المقاهرة، فشرعية ردة الفعل هي من تصل إلى حل مناسب؛ لأن الأم ليست دائمًا موجودة في المكان لتدافع عن طفلها، وممكن أن تقترح عليه بعض الحلول بإيجاد طرق للتخفيف من غضبه، بالخروج من المكان أو سرد قصة، أو الحديث عن غضبه.

وأضاف الشلفوح: "ومن أسباب مقاهرة الكبار للصغار عدم تقديرهم مشاعرهم؛ فهم يتعاملون معهم دون مراعاة لأثر المقاهرة على نفوسهم، ووجود الجهل التربوي في أساليب وطرق تربية الأبناء، فيعتقدون أنه بهذا الأسلوب يمكن فرض وتطبيق الأسلوب التربوي، إلى جانب نشأة الأب في بيئة عنيفة فيسقط عنف والديه على أبنائه".

وتابع حديثه: "إضافة إلى عدم وجود الوازع الديني لدى الأب، فديننا حث على تربية الأبناء تربية حسنة، وكثيرًا ما تكون بدافع الضحك والمزاح، أو من باب ضعف شخصية الأب فيسقط غضبه على أبنائه".

وأشار إلى أن المقاهرة تؤدي إلى عدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم، ما يؤدي إلى العزلة، وعدم ثقتهم بأنفسهم وبالآخرين، وقد تؤدي إلى عدوانية الطفل تجاه إخوته وزملائه، وشعوره بالمهانة وتكسير شخصيته أمام الآخرين، ما ينتج عنه شخصية ضعيفة.

ولفت الشلفوح إلى أنه لابد من تربية الأبناء على الاحترام والحب المتبادل، واتباع لغة الحوار واحترام عقولهم، وإظهار الحب لهم.