فلسطين أون لاين

​% من سلوكيات الطفل تعبر عن واقعه

انتبه.. أنت مقصر بإشباع رغبات طفلك

...
حاجات الطفل النفسية تمثل الشخصية لدى الطفل
غزة/ مريم الشوبكي:

إن الأسرة هي أول بيئة تربوية يوجد فيها الطفل ويتفاعل معها لتنمي فيه الكثير من القيم والخبرات، وكذلك هي البيئة الطبيعية لتنشئة الطفل تنشئة اجتماعية سليمة، وكفالة الأمن له في حياته، وإشباع احتياجاته البيولوجية والاجتماعية والنفسية.

وسلوكيات الطفل داخل المنزل هي "التيرمومتر" الذي به يمكن أن يحدد الوالدان أيشبعان حاجات طفلهما أم لا، وهي تعبير صريح عما ينقصه ويعانيه داخل الأسرة، فالسلوك السلبي هو عارض يجب أن يفطن الأم والأب له، ويحاولا البحث عن حل المشكلة التي سببته لا هذا العارض.

تقبل الوالدين

اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب بين أن حاجات الطفل النفسية تمثل الشخصية لدى الطفل، وهي احترام أفكاره ومشاعره، وإتاحة الفرصة له لتفريغ طاقته من طريق السلوك.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن سلوكيات الأطفال داخل المنزل تبين مدى تقبل الوالدين لهم، فإذا كان هناك فتور بالعلاقة بين الطفل والأبوين فسيعتزل الطفل اللعب، ويبتعد عن ممارسة هواياته، أو يبدأ بالتمرد على القوانين، والعناد وافتعال المشاكل داخل المنزل.

وأشار إلى أن المعيار الآخر هو مقدار المشاعر التي يبديها الطفل من فرحة واحتضان تجاه والديه عندما يخرجان كلاهما أو أحدهما ثم يعودان للمنزل، كل ذلك معيار من معايير التقبل وإشباع الرغبات.

وذكر اختصاصي الصحة النفسية أن الطفل تظهر عليه بعض السلوكيات التي تبين أن هناك حاجة غير مشبعة لديه، ومثال ذلك: سلوك الكذب وعلاجه منح الطفل الأمان، وسلوك السرقة وعلاجه أعط طفلك الثقة، وسلوك التبول غير الإرادي وعلاجه التقرب من الطفل أكثر وإشعاره بالحب، وسلوك مص الإصبع وعلاجه إلهاء الطفل بألعاب ذكاء والصبر عليه، وسلوك العدوانية وعلاجه أن يقلل الوالدان من العنف تجاه الطفل لأن العنف متعلم ومكتسب.

ردة فعل على الواقع

وأكد أن أكثر من 90% من سلوكيات الأطفال غير السوية هي ردات فعل على الواقع الذي يعيش فيه الطفل، وهي مجرد شيء عارض يعبر عن الأزمة التي يعيش فيها، بل يمكن تشبيهها بصرخة استنجاد بالوالدين والمحيط أنه في أزمة وبحاجة للمساعدة.

ولفت أبو ركاب إلى أن العلاج يكمن في تغيير وتعديل تعامل الآباء مع الأطفال، والمفاجأة تلاشي أغلب الأعراض التي يعانيها الطفل، مؤكدًا أن أي سلوك غير سوي لا يمكن علاجه بعصا سحرية؛ فما اكتسب مع الوقت لا يعالج إلا بالصبر والوقت.

وأشار إلى أن كمًّا كبيرًا من السلوكيات غير السوية يعدلها الوالدان بالعقاب البدني، مع العلم أنه وسيلة واحدة من عشرات الأساليب، مستنكرًا: "لما كان يمكن تغيير السلوك غير السوي بأي طريقة أخرى؛ فلماذا يستخدمان العقاب البدني فقط؟!".

ونصح اختصاصي الصحة النفسية بالتنويع في استخدام أساليب العقاب لتعديل السلوك؛ فتلك أنجع طريقة للعلاج، لأن الطفل إذا برمج تفكيره على أسلوب واحد من أساليب العقاب؛ فإنه حتمًا سيتوقع نتائج أي سلوك خطأ يمكن أن يقوم به، وهنا يتلاشى الردع النفسي لدى الطفل؛ فيتجرأ على القيام بأي سلوك مخالف.