أفادت مصادر فلسطينية، بأن مستوطنين يهود يواصلون منذ مساء أمس (الأحد)، الاستيلاء على عشرات الدونمات من أراضي الفلسطينيين الزراعية جنوبي نابلس (شمال القدس المحتلة)، من خلال وضع أسلاك شائكة حولها.
وأوضحت المصادر أن المستوطنين استولوا على أراضٍ زراعية ومنعوا أصحابها من الوصول إليها، في بلدتي قريوت ومادما (جنوبي نابلس).
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الاستيطان في قريوت، بشار القريوتي، إن المستوطنين يواصلوا منذ مساء أمس تسييج أراضٍ بالقرب من بؤرة "هيوفال" التابعة لمستوطنة "عيليه" المقامة على أراضي المواطنين الزراعية غربي البلدة.
ولفت القريوتي إلى أن الاحتلال يسعى لضم الأراضي المُصادرة لبؤرة "هيوفال" الاستيطانية، نافيًا ما ذريعة أن عملية الاستيلاء على الأراضي بغرض "تأمين المنطقة".
وأضاف القريوتي، خلال حديث مع "قدس برس"، أن المستوطنين وبحراسة من قبل أمن المستوطنة، قاموا بتسييج عشرات الدونمات، وتوسيع الشارع الأمني المحيط بالمستوطنة، دون أن يكون هناك إخطارات سابقة لأصحاب الأراضي بهذا الشأن.
وأشار إلى أن المستوطنين اعتدوا على فلسطينيين توجهوا للمنطقة التي تتم فيها عمليات المُصادرة بالرشق بالحجارة، مبينًا أن المستوطنين هددوا بإطلاق النار على كل من يقترب من المنطقة.
وذكر أن سلطات الاحتلال نفت قيام المستوطنين بأي أعمال في المنطقة المستهدفة عقب التواصل معها من قبل الارتباط الفلسطيني، مؤكدًا: "رد الجانب الإسرائيلي يؤكد تواطؤ سلطات الاحتلال مع المستوطنين".
وفي سياق متصل، يواصل مستوطنون سرقة المياه من بئر يستخدمه أهالي قرية "مادما" جنوبي نابلس، لري أراضيهم الزراعية، عوضًا عن زراعة أراضٍ فلسطينية بالمنطقة من قبل المستوطنين.
وأوضح رئيس المجلس القروي في مادما، طلعت زيادة، أن مستوطني مستوطنة "يتسهار"، المقامة على أراضي المواطنين بالمنطقة، أقدموا على سرقة المياه من بئر "الشعرة" الذي يستخدمه المزارعون لري أراضيهم، من خلال مد خط مياه من البئر يصل إلى المستوطنة.
وقال زيادة، خلال حديث مع "قدس برس"، إن الاحتلال يمنع الفلسطينيين من الاقتراب من البئر المحاذي للمستوطنة منذ سنوات، "الأمر الذي جعله عرضة لاعتداء المستوطنين المتواصلة".
وأضاف، أن المستوطنين عملوا خلال الفترة الأخيرة على زراعة أراضٍ تبلغ مساحتها نحو 20 دونمًا محيطة بالبئر المستهدف، مشيرًا إلى أنهم يسعون للسيطرة على تلك المنطقة بالتدريج.
ولفت إلى أنه أبلغ الضابط الإسرائيليين بضرورة وضع حد لتصرفات المستوطنين، "قبل أن تخرج القرى المحيط بالمستوطنة عن صمتها، وتبدأ بفعاليات لاسترداد أراضيهم المصادرة".
يذكر أن قرى جنوبي مدينة نابلس، تتعرض بشكل دائم لاعتداءات من قبل المستوطنين، يتخللها مصادرة أراضٍ واستهداف المزارعين الفلسطينيين وممتلكاتهم، خاصة أن غالبية المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المنطقة يقطنها غلاة المستوطنين، المعروفين بانتمائهم لتنظيم "تدفيع الثمن"، التي تتحمل المسؤولية عن عشرات الاعتداءات التي راح ضحيتها عدد من الفلسطينيين.