حذّر وزير شؤون القدس السابق خالد أبو عرفة من مخطط الاحتلال الإسرائيلي القاضي بتفريغ المسجد الأقصى من الموظفين كافة والشخصيات الاعتبارية والحراس، في وقت تسلمت فيه دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة قرارا من شرطة الاحتلال بإغلاق مصلى باب الرحمة لأسبوع.
وقال أبو عرفة لصحيفة "فلسطين"، أمس: عندما أمهلت سلطات الاحتلال دائرة الأوقاف أسبوعا للرد على طلب إغلاق باب الرحمة كانت تريد من الدائرة أن تتجاوب معها عبر التوجه إلى "المؤسسة الإسرائيلية" للالتماس أو الاستئناف أو التعامل بأي شكل من الأشكال، وهو ما ترفضه "الأوقاف" نهائيا.
وأضاف أن "الأوقاف" تعد أن مصدر شرعيتها هو الرعاية الأردنية الهاشمية للأماكن المقدسة، إلا أن لدى سلطات الاحتلال مخططا تنفذه مرحلة تلو الأخرى، وهي لم تعجبها ردة فعل المقدسيين بالتعاون مع مجلس الأوقاف، ولذلك طبقت "الخطة ب" وهي تفريغ الأقصى من الموظفين والشخصيات الاعتبارية والحراس.
وذكر أبو عرفة أن 150 حارسا فلسطينيا اعتقلهم الاحتلال أو أبعدهم في الفترة الأخيرة، إضافة إلى 130 مقدسيا آخرين، مما يهدد بتفريغ المسجد وساحاته خلال الساعات التي تقتحمه فيها عناصر المستوطنين.
وأشار إلى أن خطة سلطات الاحتلال تسعى إلى إعادة الوضع في باب الرحمة إلى ما كان عليه قبل أسابيع، لتهيئته أمام المستوطنين لإقامة بؤر قد يكون مستقبلها تشييد الهيكل المزعوم.
وأكد أن نشاطات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المقدسات والمقدسيين هي جرائم حرب كون مدينة القدس محتلة والمقدسات تعود لأصحابها المسلمين.
ونبه أبو عرفة، إلى أن هذه الجرائم تخالف العهود والمواثيق التي وقعتها سلطات الاحتلال مع المملكة الأردنية الهاشمية والإقليم والقرارات الدولية.
وتابع: ما تقوم به سلطات الاحتلال، وإنْ كان بعضه يتساوق مع الانتخابات الإسرائيلية، فإنه يهدد بجر المنطقة جميعها إلى ما لا تحمد عقباه، وفق قوله.
وقال أبو عرفة: سلطات الاحتلال بالطبع تريد التصعيد، مضيفا: لا يتوقع أن تتراجع الأخيرة إلا إذا كانت هناك ضغوط دولية فعلية.
تحذيرات وزير شؤون القدس السابق جاءت بعدما تسلمت دائرة الأوقاف الإسلامية في المدينة المحتلة، قرارا من شرطة الاحتلال بإغلاق مصلى باب الرحمة لأسبوع، حسبما نقلت وكالة "قدس برس" عما وصفته بمصدر خاص من دائرة الأوقاف.
وكانت محكمة احتلالية في القدس قررت، الاثنين الماضي، إمهال الأوقاف مدة أسبوع للرد على طلب نيابة الاحتلال إغلاق مبنى “باب الرحمة”، وإلا فإنها ستصدر أمرًا بإغلاقه.
لكن مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة قرر أمس الإبقاء على باب الرحمة مفتوحًا، في تحدٍّ لسلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وتمكن المقدسيون، الشهر الماضي، من فتح المصلى الأموي عند باب الرحمة شرقي المسجد الأقصى، رغم قرار الاحتلال الإسرائيلي إغلاقه قبل 16 سنة.