قائمة الموقع

محمد جاد الله.. صحفي حملت صوره وجع أبناء غزة للعالم

2019-03-07T08:55:09+02:00

حالة من الحزن والألم خيمت على قلبه لحظة رؤيته الشهداء والجرحى والقصف والدمار. لكنه نهض ليوثق لحظات الوجع والألم التي تسببها انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بصوره التي وصل صداها عالميًا لإيمانه بأن صورة المصور الصحفي رسالة يجب أن تأتي.

وقد اختير جاد الله ضمن أفضل خمسة مصورين على مستوى العالم في المسابقة الدولية "صورة العام الدولية – بوي" في الولايات المتحدة الأمريكية.

الصحفي الفلسطيني محمد جاد الله مصور فوتوغرافي يعمل في وكالة "رويترز" العالمية في قطاع غزة، ويشارك في توثيق انتهاكات الاحتلال، ولا يقتصر مجال عمله على مستوى القطاع، بل لديه مهمات عمل في الخارج، كتغطية أحداث الربيع العربي، وفي شهري نوفمبر وديسمبر من العام الماضي سافر إلى المكسيك للمشاركة بتغطية صحفية للمهاجرين من الحدود المكسيكية إلى أمريكا.

وقال: "في كل نهاية عام يتم تجميع أفضل صور تم التقاطها خلال الموسم، ويجب تقديم 12 صورة، وفزتُ بمحورين، الأول الخاص بالصورة الصحفية التي رصدت حالة الحزن الشديد والصدمة التي ارتسمت على ملامح وجوه أشقاء شهيد بغزة عند تلقيهم خبر استشهاده بنيران الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركته في مسيرات العودة، فكانت الصورة إنسانية بحتة، والمحور الثاني كأفضل مصور فوتوغرافي على مستوى العالم".

وبلغ عدد المشاركين في المسابقة الدولية ما يقارب 5 آلاف مصور من 125 دولة، وسوف يتم عرض جميع الصور في معارض متنقلة على مستوى العالم.

وقبل إبلاغه بفوزه بالمسابقة، كان جاد الله على ثقة بأن جهده في الميدان لن يضيع سدى.

وأضاف: "كان الإعلان فخرًا لي وبمهنتي، ولفلسطين التي تثبت جدارتها بقوة بوجود أسماء أبنائها بين الفائزين، بالإضافة إلى أن فوزي بمثابة رسالة تحمل مضمون الوجع والقضية الفلسطينية إلى كل دول العالم، خاصة أنه سيتم عرض الصور في معرض متنقل في دول كثيرة".

ويرى أن الصحفي الفلسطيني وخاصة المصور يجب أن يكون على أهبة الاستعداد للخروج في أي لحظة، تمامًا كالمقاتل، فاللحظة الواحدة تفرق في الصورة.

وبفعل الأوضاع في قطاع غزة المتلاحقة، وأحداثها الساخنة، تابع جاد الله حديثه: "في الفترة الأخيرة وعلى المستوى الشخصي بتُّ أعاني من التعب النفسي أكثر من الجسدي، رغم الجهد الذي أبذله، ولكن الأحداث المحزنة والمؤلمة التي يمر بها أبناء شعبي أقوى من أي شيء".

ويبقى الخوف يدق باب قلبه بأن تلتقط كاميراته يومًا ما صورة لصديق أو قريب، فيسكون موقفًا لا يحسد عليه.

وما زالت ذاكرته تضج بمواقف لا تنسى أثناء تغطيته أحداثا مختلفة بغزة، فيقول: "هناك مواقف مررت بها لا يمكن أن أنساها، ومن هذه المواقف أثناء وجودي في مستشفى الشفاء لتغطية أحداث اجتياح جباليا عام 2003م صدمت بشقيقي محملًا على حمالة الإسعاف مصابًا بجروح خطرة".

ورغم أن التصوير بالنسبة لجاد الله موهبة ظهرت منذ بداية الصف الثاني الثانوي، وكان يشبع شغفه برفقة شقيقيه المصورين، اللذين اكتسب منهما الخبرة، إلا أنه فيما بعد يعد التصوير بالنسبة له رسالة.

وقبل خروج جاد الله لأي تغطية يحرص على اتخاذ إجراءات السلامة اللازمة خاصة أنه تعرض أكثر من مرة لإطلاق النار عليه، واستكمل: إن "أصعب المشاعر لحظة الخروج من البيت، وكأنك في كل مرة تخرج فيها تودع أهلك، فهي من أصعب اللحظات في حياتي.. أعمل وعقلي ووجداني مع عائلتي".

وقد بدأت حياته العملية في التصوير منذ عام 2003، إلا أن تغطية مسيرات العودة من أصعب الأحداث، كون الشخص معرضا لخطر القناصة على الدوام.

وكان جاد الله قد حاز على الجائزة العالمية (الورد برس فوتو) التي وثقت استخدام (إسرائيل) للفسفور الأبيض المحرم دوليًا في حرب الفرقان 2008م، في أمستردام هولندا، وأخرى جائزة دبي للصحافة عام 2004 بصورة للمجزرة التي ارتكبها الاحتلال خلال قصفه لمسيرة في منطقة تل السلطان.

ويطمح أن تلامس صوره قلوب الناس خارج غزة، لينظروا لها ولأهلها بنظرة إنسانية.

اخبار ذات صلة