لست أدري لماذا الهرولة نحو التطبيع مع العدو ؟!. ثلاث دول عربية هي (المملكة السعودية والإمارات ومصر) تطالب باجتماع البرلمانيين العرب المنعقد في الأردن في 4 مارس 2019م، وهو يحمل الرقم 29. بحذف أو تعديل البند الذي يمنع التطبيع مع العدو الإسرائيلي. طلب الحذف أو التعديل رفضته بقية الدول. حين فشل الحذف طالبوا بالتعديل، بأن يقتصر منع التطبيع على الشعوب دون الحكومات؟!
من المعلوم أن الجامعة العربية ربطت بين التطبيع واعتراف دولة العدو بالمبادرة العربية. المبادرة العربية وضعتها المملكة السعودية، وقام عليها ولي العهد في حينه الملك عبد الله. الآن المملكة تريد القفز على مبادرتها، وتذهب إلى التطبيع حتى وإن رفضت( إسرائيل) المبادرة العربية؟! هذا الموقف غير مفهوم؟! هل كانت المملكة تمهد لهذا اليوم بمبادرتها عام 2001م، أم أن الأمر تفرضه الظروف الراهنة؟!
هل فرضته تهديدات إيران؟! ولكن عمان ومصر بعيدتان عن هذه التهديدات؟! هل فرضته المظلة الأمنية الأميركية، ولكن الدول العربية الأخرى في حاجة للرعاية الأميركية؟! إذًا ما الذي فرض هذه الهرولة التي تهين القضية الفلسطينية، وتضعف الموقف الفلسطيني؟! الإجابة عند محمود عباس، الذي يرى أن العرب يدعمون موقفه ؟! .
نحن وإن لم نجب عن السؤال، فإن في فمنا ماء، ولا تخفى عنا الأسباب، ولكن ننظر إلى الجزء المليء من الكأس، فنقدم شكرنا إلى رئيس البرلمان الكويتي، الذي حرّم هذا الطلب، وإلى كل قادة البرلمانات العربية التي رفضت المطلب الإماراتي السعودي المصري، وندعو هذه الدول الثلاث إلى مراجعة موقفها، والتماهي مع الموقف العربي الجماعي، وأقول لهذه الدول لن تستفيدوا شيئا من التطبيع مع العدو الإسرائيلي، الذي يتربص بكم شرا، ولا يخدعنكم كلام أميركا ونتنياهو عن مستقبل زاهر بلا إيران؟! تهديدات إيران لا تتجاوز حصان طروادة البتة، وجمع العالم الإسلامي على كلمة سواء أولى من التطبيع مع العدو بزعم الخوف من هذه الدولة أو تلك؟! وحروب ( إسرائيل) مع الأنظمة العربية آكد من تهديدات إيران، وتنكر أميركا لحلفائها آكد في السياسة الخارجية من وفائها بعهودها، إن كنتم تعقلون.