قائمة الموقع

البطش: إنجاز كسر الحصار يكون باستمرار مسيرة العودة ونأمل انتقالها للضفة

2019-03-04T07:10:00+02:00
صورة أرشيفية

قال رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، خالد البطش، إن المسيرة عمل إبداعي وطني أسس لمرحلة جديدة من الكفاح الفلسطيني، وقدم (دولة الاحتلال) كمجرم حرب، مؤكدا استمرار فعاليات المسيرة حتى تحقيق أهدافها، داعيا المؤسسات الرسمية والمجتمعية للوقوف على مسؤولياتها تجاه أهالي الشهداء والجرحى.

وأضاف البطش، في حوار مع صحيفة "فلسطين"، تزامنا مع قرب دخول المسيرة عامها الثاني، أنه باستمرار وتواصل المسيرة سنكون أمام إنجاز كسر الحصار عن قطاع غزة، مستدركا: "ما نقوم به من مسيرات شعبية قرب السياج الفاصل مع أراضينا المحتلة تهدف للوصول للمسيرة الكبرى التي نرنو إليها بمشاركة الملايين للعودة لفلسطين".

وأعلن أن الهيئة الوطنية تعد برنامج فعاليات ليوم 30 مارس/ آذار الجاري، مؤكدا أن الرسالة ستكون "الحشد الجماهيري" للتعبير عن استمرار المسيرة، والمطالبة بحماية حق العودة وإفشال "صفقة القرن".

وذكر أن التجمعات الجماهيرية ستكون في مخيمات العودة الخمسة شرق غزة، ولن يكون هناك تجمعات أو مخيمات جديدة، وأن الأدوات التي أبدعها الشباب الثائر قائمة، ولم تلغ، وتستخدم حسب الحاجة.

6 إنجازات

وأكد البطش أن مسيرة العودة حقق ستة إنجازات في عامها الأول، أولها: أعادت القضية الفلسطينية إلى مكانتها والصدارة الدولية، كما أعادت الصراع والاعتبار لحق العودة إلى سابق عهده، وثانيها: الوحدة الوطنية التي تحققت بمشاركة كل القوى الوطنية والإسلامية والشرائح المجتمعية والشعبية في صياغة المسيرة.

والإنجاز الثالث: الحشود الجماهيرية "الهائلة" التي خرجت لتشارك وأثبتت أن الجماهير حية ولم تمت على الرغم من المشككين، فيما يتمثل الإنجاز الرابع: بالبطولات والإبداعات الشعبية في "وحدات الإرباك الليلي، والكوشوك، والطائرات الورقية".

وذكر أن الإنجاز الخامس يتعلق بنظرة العالم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية بأنها غير ميتة، وتصدت لمشروع التطبيع "فلم يكن بإمكان أي قوة التصدي لمشروع التطبيع دون دعم مسيرات العودة".

وقال: "هذه المسيرة أحرجت قطار التطبيع، وهناك أنظمة لولا مسيرة العودة والدم النازف في غزة لطبعت مع الاحتلال منذ زمن".

ونبه إلى أن الإنجاز السادس يتمثل بكشف وجه (إسرائيل) القبيح وإرهاب قادتها، مدللا بتقرير لجنة الأمم المتحدة، الخميس الماضي، الذي أشار إلى ارتكاب جنود الاحتلال جرائم حرب بحق متظاهري مسيرة العودة.

ورأى أن دولة الاحتلال "أمام معضلة ومشكلة كبيرة متعلقة بجرائم الحرب، هذا لم تفعله أي حرب سابقة سوى مسيرة العودة وكسر الحصار"، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة تعزيز التقرير الأممي بمزيد من العمل الوطني الذي يكشف عورة المحتل.

نقل التجربة

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي على ضرورة الاستفادة من تجربة مسيرة العودة، وشموليتها في الضفة الغربية، والأراضي المحتلة عام 1948م، والشتات، مشيرا إلى أن الإرادة الشعبية متوافرة في الضفة، فتجربة استعادة فتح "باب الرحمة" في القدس، وقبلها "معركة الكاميرات" مبشرات بأن الحراك الشعبي السلمي يمكن أن ينجح هناك ولا سيما أن السلطة تؤمن بالحراك الشعبي.

وأوضح أنه بالضبط والترتيب بين الفصائل في الضفة وشرائح المجتمع المدني يمكن الانطلاق، لإزالة الحواجز الإسرائيلية "المذلة" بتدفق عشرات الآلاف من المتضررين منها لإزاحتها.

ولفت البطش إلى أن هناك مجموعات شبابية بدأت تتحرك ضد الحواجز والاستيطان وتقوم بتكسير الجدار الفاصل، وأن هذه الظاهرة ستتسع حتى تنتهي المعاناة اليومية لأهالي الضفة والقدس المحتلتين.

وقال إن الاحتلال الإسرائيلي ومن راهن على إفشال مسيرة العودة، "خسروا الرهان مع مرور الوقت، واستمرار الفعاليات"، مقللا في الوقت ذاته، من الأخبار والتقارير العبرية حول أعداد المشاركين في المسيرة.

وأردف بقوله: "الأساس تحقيق الهدف وليس السقف الزمني، هذا الهدف له علاقة بالاحتلال.. وما دام مصرا على عدم إعطائك الحق، فقد يستمر هذا العمل لعام وعامين أو أكثر.. المهم في نهاية المطاف سنصل لأهدافنا الثابتة".

وأشار إلى أن الوفود الدولية الزائرة لغزة، تطالب بإبعاد مسيرة العودة عن السياج الفاصل مع الأراضي المحتلة عام 1948، متسائلا: "كيف يمكن للمحاصرين أن يتوقفوا عن رفض الظلم؟ كيف يمكن وقف المسيرة دون تحقيق أهدافها، إن الحريص على حياة الناس ودمائهم يجب أن يقدم لهم شيئا للحياة الكريمة".

تقييم التجربة

وحول تقيم الهيئة الوطنية، لمسيرة العودة خلال عامها الأول، قال رئيس الهيئة إن المسيرة إبداع وطني وأداة كفاحية إلى جانب البندقية في الدفاع عن حقوقنا الثابتة ضد مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، ونقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة.

وأشار البطش إلى أن المسيرة السلمية أحرجت الاحتلال، وجرته مؤخرا إلى الإدانة الدولية بارتكابه جرائم حرب، "هذه أداة كفاحية ينبغي المحافظة عليها وتعزيزها وتقويتها، وهي تحظى بإجماع فلسطيني منقطع النظير، من كل القوى الوطنية والإسلامية، ومختلف الشرائح المجتمعية والشعبية التي شاركت فيها وتشكلت منها المسيرة".

وأكد أن دخول المسيرة عامها الثاني، تأكيد على التمسك بأهدافها وفي مقدمتها التمسك بحق العودة، والتصدي "لصفقة القرن"، ورفضا لنقل السفارة الأميركية للقدس وكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

وقال: إن التقييم العام للمسيرة "إيجابي بكل المقاييس"، فأعداد المشاركين لم تتراجع، وهناك عشرات الآلاف تشارك في كل جمعة رغم كل محاولات "المرجفين والمهزومين" إلا أن الدفع الشعبي لها حافظ عليها وجعلها تستمر حتى اللحظة.

ونظمت الهيئة الوطنية، ثلاثة مسيرات "مليونية" أولها في يوم الأرض، أول يوم لانطلاق المسيرة 30 مارس/ آذار 2018، وثانيها في ذكرى النكبة مليونية 14 مايو/ أيار الماضي، وثالثها في ذكرى النكسة 5 حزيران/ يونيو الماضي.

وقال إن عمليات القتل المنظمة والإصابات الكبيرة تستوجب من الجميع، وخاصة مؤسسات الشهداء والجرحى القيام والالتزام بمسؤولياتها

واستدرك: "لو كانت هناك مؤسسات فلسطينية فاعلة ووزارات تقوم بدورها لحماية المسيرات لكانت النتائج أفضل وأكبر بكثير مما هي عليه الآن، وربما الهيئة الوطنية العليا ولجنتها القانونية كانت السبب الرئيس في إحراج (إسرائيل) لما قدمته من وثائق"، مطالبا السلطة برفع القضايا لمحكمة الجنايات الدولية.

ووجه رسالته للاحتلال: "عليه أن يعلم أن استمرار قتل الأبرياء قد يدفع أقربائهم للقيام بعمليات فردية .. إن استمرار القنص والقتل قد يؤدي بالتأكيد رد من المقاومة".

وأجزم القائد في الجهاد الإسلامي أن المشاركة الوطنية في مسيرة العودة دليل أن الوحدة الوطنية قائمة ويمكن استعادتها بسرعة أكبر مما يتوقع بعض القادة الذين يصرون على استمرار الانقسام وحمايته.

وفيما يتعلق بتبني إيران لشهداء وجرحى مسيرة العودة، أكمل البطش: بعد توالي ارتفاع عدد الشهداء توجهنا لمؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير للقيام بدورها لكنها لم تقم بالدور المطلوب.

واستدرك: "كنا نتطلع أن تتبنى المؤسسة كافة الشهداء والجرحى، وحتى شهداء عدوان 2014م" داعيا رئيس السلطة محمود عباس لإصدار توجهاته لإدراج كافة الشهداء والجرحى في المؤسسة الرسمية.

وأشار إلى أن الهيئة توجهت للأطراف العربية والإسلامية، وأرسلت رسالة لمؤتمر الوحدة الإسلامية في دورته الـ "32" في طهران نهاية نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي، بتبني الشهداء، وقالوا: إنهم سيتبنون كل الشهداء وأن الحديث بالدرجة الأولى عن الشهداء غير أن ملف الجرحى لم يحسم بعد.

وأعرب البطش عن أمله بأن تحذو الدول حذو إيران، مؤكدا أن الدور الذي تقوم به إيران هو دور مؤسسة الشهداء والجرحى التابعة لمنظمة التحرير.


اخبار ذات صلة