قائمة الموقع

وقف "الأغذية العالمي" الخبز المدعوم يتعارض مع جهود كسر المجاعة في غزة

2025-12-22T15:15:00+02:00
مخابز قطاع غزة
فلسطين أون لاين

يتعارض قرار وقف برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP) توزيع الخبز المدعوم للمؤسسات الشريكة والمطابخ المجتمعية العاملة في غزة مع جهوده المعلنة في كسر حدة المجاعة وتحسين الحالة الغذائية في القطاع الذي يشهد إبادة إسرائيلية جماعية.

وأوقع القرار حالة من الغضب الشعبي الواسع بين النازحين ودفعهم للاحتجاج أمام مقر "الأغذية العالمي" الذي يشرف على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وتشكو عائلات من غيابها وندرتها رغم اتفاق وقف إطلاق النار أكتوبر الماضي.

ونتيجة لاتفاق وقف النار في غزة أكتوبر الماضي، عادت مخابز غزة للعمل جزئيا بالتعاقد مع برنامج الأغذية العالمي وذلك بعد أشهر من التوقف الكامل وانتشار حالة المجاعة.

ولاحقا، بدأ "الأغذية العالمي" بتوريد الخبز لبعض نقاط تجارية محدودة ثم مؤسسات شريكة ومطابخ مجتمعية تمهيدا لتوزيعها على المواطنين في غزة.


 

وبقهر، انفجر غاضبا صاحب المنزل المدمر حسين عاشور من القرار الذي وصفه بـ"الصادم" لأسرته المكونة من ثمانية أفراد.

ويقول عاشور النازح من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة إلى مركز إيواء عشوائي في مخيم النصيرات وسط القطاع إن قرار برنامج الأغذية العالمي لا يدعم تحسين الأحوال المعيشية والغذائية بين المواطنين في غزة.

وذكر أن أسرته تحتاج يوميا إلى ربطة أو ربطتين من الخبز المدعوم وهو ما كانت تحصل عليه عبر إحدى المطابخ المجتمعية التي توزعه على مخيمات الإيواء وخيام النازحين.

وتساءل: "ما هدف برنامج الأغذية العالمي وراء وقف توزيع الخبز مجانا؟ ألسنا منكوبين.. ألسنا أصحاب منازل مدمرة؟!"، مشيرا إلى أن الإبادة الإسرائيلية دمرت منزله ومركبته أيضا التي كانت مصدر دخل لأسرته.

وتفيد تقديرات حكومية فإن الإبادة الإسرائيلية تسببت بفقدان أكثر من 200 ألف فلسطيني لوظائفهم وأعمالهم في القطاع الذي استهدف ودمر فيه أكثر من 15 قطاعاً تجارياً، ووصلت الخسائر المباشرة إلى أكثر من 33 مليار دولار مما دفع نسب البطالة إلى الارتفاع إلى نحو 75 في المئة، ونتج عن ذلك نسبة غير مسبوقة من الفقر.

وإزاء تلك الأوضاع، فإن قرار "الأغذية العالمي" ينذر بأعباء كبيرة على خيمة المسنة والأرملة فاتنة شحادة التي تعيش برفقة شقيقتها وابنتها داخل خيمة قماشية في مركز إيواء للنازحين.

وتقول فاتنة (57 عاما) النازحة من شمال القطاع إلى وسطه إنها فقدت منزلها وأملاكها خلال الإبادة الإسرائيلية، ولا تستطيع توفير مصروفات الحياة اليومية من طعام ولا شراب.


 

وتضيف: كنا نحصل يوميا على الخبز المدعوم عبر "تكية المدرسة" التي نأكل منها غدائنا أيضا، وحاليا: "أنا امرأة مسنة ومريضة لا أستطيع توفير ثمن كيس دقيق أو إعداد الخبز".

وتناشد المريضة برنامج الأغذية العالمي بالعدول عن قراره الذي يفاقم حياة المواطنين عامة والفئات الهشة والحالات المرضية خاصة.

وبينما أفاد برنامج الأغذية العالمي بتحسن إمكانية الحصول على الغذاء بشكل ملحوظ في غزة، إلا أنه حذر من أن هذا التحسن "غير كافٍ، حيث لا تزال الظروف المعيشية مزرية".

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خدمات المياه والصرف الصحي والمستشفيات والمخابز تكابد من أجل التعافي من الدمار ونقص الإمدادات واستمرار القيود المفروضة على ما يمكن أن يدخل غزة.

 

"تلاعب مقصود"

واتهم الناشط في العمل الإغاثي رائد الطويل إدارة برنامج الأغذية العالمي بـ"التلاعب المقصود" في الكميات الواردة من المخابز لصالح المؤسسات الشريكة والمطابخ المجتمعية.

وأكد أن هذا التلاعب ينعكس بآثار سلبية وكارثية على جموع المواطنين الذين يعانون من آثار المجاعة الإنسانية ويواجهون مصاعب حياتية يومية جمة إزاء الدمار الإسرائيلي.

وتطرق إلى معاناة النازحين وأصحاب المنازل المدمرة والعاطلين عن العمل والفئات الهشة في الحصول على الدقيق أو الخبز جراء المعاناة الإنسانية الكارثية التي تسببت بها الإبادة الجماعية.

وشدد الطويل على ضرورة وقف جميع المؤسسات والمطابخ المجتمعية وقفة جادة في وجه سياسيات "الأغذية العالمي" لأجل العدول عن قراره الأخير الذي تنعكس آثاره على جهود تحسين الحالة الغذائية في القطاع.

وكان التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي أفاد بأن سوء التغذية الحاد بلغ مستويات حرجة (المرحلة 4 لسوء التغذية الحاد على التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي) في محافظة غزة، ومستويات خطيرة (المرحلة 3) في محافظتي دير البلح وخان يونس.

ووفقا للتصنيف خلال الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر، واجه حوالي 1.6 مليون شخص (77% من السكان الذين شملهم التقرير) إجمالا مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة 3 أو أعلى من التصنيف). 

 

اخبار ذات صلة