وصف نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة سنة 1948, الشيخ كمال الخطيب، انتصار المقدسيين في هبة باب الرحمة بـ"العظيم والمظفر"، مؤكدًا أنه أفشل مشروعًا احتلاليًّا بتهويد المصلى المرواني وتحويله إلى كنيس.
وقال الخطيب في حديث مع صحيفة "فلسطين": إن ما خطط له الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، أفشله المقدسيون، بخلعهم للأقفال والبوابات وضعها الاحتلال والدخول إلى مصلى باب الرحمة والصلاة فيه بشكل دائم.
وأضاف: " شعبنا دائمًا وأبدًا كان حارسًا أمينًا على المسجد الأقصى المبارك ولا يمكن أن يفرط به"، مشيرًا إلى أن هبة باب الأسباط وأحداث تموز/يوليو 2017، بوضع الاحتلال للبوابات الألكترونية واستغلاله ما جرى في المسجد الأقصى وانتصار المقدسيين فيها "سجلت نقطة فارقة في صمود شعبنا ومواجهته لمشاريع التهويد في المسجد الأقصى".
وتابع: "الاحتلال الإسرائيلي كان في الماضي يتقدم في خططه ومشاريعه التهويدية في القدس المحتلة؛ إلا أن ما حصل في 28 تموز/يوليو 2017 بإزالة البوابات الإلكترونية كان حافزًا لما حصل في باب الرحمة في 22 فبراير/شباط 2019م"، مؤكدًا أن "المسجد الأقصى له أهله ورجاله الذين لن يفرطوا فيه مهما كان الثمن".
الحفاظ على الانتصار
وحول الجهود المطلوبة للحفاظ على الانتصار المقدسي بفتح مصلى باب الرحمة، دعا الخطيب، الشعب الفلسطيني لا سيما أهالي القدس، للانتباه لمخططات الاحتلال ومشاريعه التهويدية "الخبيثة" في المسجد الأقصى المبارك، والتواجد الكثيف فيه.
وأوضح الخطيب أن تحرير مصلى باب الرحمة واحد من مساعي إنهاء الاحتلال الذي ما زال جاثما على بوابات المسجد الأقصى، لافتا إلى أن ذلك يتطلب جهد الأمة لتحريره من الاحتلال إلى الأبد.
وشدد على أن المطلوب ليس فقط تحرير مصلى باب الرحمة والمصلى المرواني والقبلي، بل كل ساحات المسجد الأقصى المبارك والتي هي 144 دونما.
وقال: "التواجد الفلسطيني الكثيف هو صمام الأمان للمسجد الأقصى المبارك"، مشيرا إلى حملات شعبية وفردية رجالية ونسائية لشد الرحال إلى القدس والأقصى من الداخل المحتل بعد قرار الاحتلال حظر عمل الحركة الإسلامية ومؤسساتها كالبيارق المختصة بشد الرحال للمسجد.
ولفت الخطيب إلى أن هذه الحملات الشعبية جاءت رد فعل على موقف سلطات الاحتلال في حظرها للحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها، مؤكدًا أن العلاقة بين الشعب الفلسطيني والأقصى راسخة في حياته اليومية.
وأكد الخطيب أنه "لا يمكن الفصل أبدًا بين أهل الداخل المحتل وبين أهل القدس في كل ما يحصل في المسجد الأقصى"، مبينا أن حملات تنطلق يوميا لشد الرحال عبر الحافلات من كل قرية وبلدة ومدينة في فلسطين المحتلة سنة 1948 إلى الأقصى.
وحول حملات الاعتقال التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي، لفت الخطيب إلى أنها "لن تؤثر على الرباط في المسجد الأقصى"، قائلًا: "شعبنا لن يفرط بالمسجد رغم اعتقال قيادات وازنة في القدس، وإبعاد العشرات من المرابطين واعتقال آخرين".
وقال: "أهلنا شعروا بالنشوة والاعتزاز والفخر بانتصارهم، وأن نصرهم الذي كان ثمنه الاعتقال والإبعاد لن يجعلهم لقمة سائغة للاحتلال ومشاريعه".
وعن تهديدات الاحتلال الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو، بإعادة إغلاق باب الرحمة ومصلاه، ومصادرة محتوياته، أكد الخطيب، أن هذه التهديدات تعكس حرج الاحتلال وموقفه في محاولة تسجيل نقاط فوز.
وشدد الخطيب أن نتنياهو يحاول كسب ورقة مصلى باب الرحمة وإعادة إغلاقه في دعايته الانتخابية، واصفًا موقفه الحالي كـ"بالع السكين في فمه".
وأضاف: "نتنياهو في حرج، سواء في إغلاق مصلى باب الرحمة أو إبقائه مفتوحًا فكلاهما مر، لأن إغلاقه يشعل غضب المقدسيين، وإبقاءه مفتوحًا سيؤثر عليه في دعايته الانتخابية"، مؤكدًا أن المقدسيين حققوا إنجازًا وانتصارًا كبيرًا في فتح المصلى.
ودعا نائب رئيس "الحركة الإسلامية"، المقدسيين إلى ضرورة الانتباه والحذر الشديد من مؤسسة الاحتلال وخبثها ومحاولتها الالتفاف على الإنجاز الكبير، مشيرًا إلى أنه سيعقد محاضرات وفعاليات دينية في مصلى باب الرحمة للحفاظ على ديمومة فتحه للمصلين وزيارات دورية لأهالي الداخل المحتل.