قائمة الموقع

صفوف للأطفال ذوي الإعاقة في رياض الأطفال

2019-03-01T09:55:02+02:00
الأطفال يحتاجون إلى جلسات فردية نظرًا لاختلاف المهارات

يمسكان بأيدي بعضهما البعض، يلعبان في وقت الاستراحة المخصص للأطفال في إحدى رياض الأطفال شمال قطاع غزة، لا يختلفان عن بعضهما في شيء سوى أن كريم طفل طبيعي وعلي طفل من ذوي الإعاقة.

اختلافات قد كانت تبدو واضحة في سنوات سابقة، إلا أن اهتمام الإغاثة الطبية والأهالي في حصول أطفالهم من ذوي الإعاقة على حياة طبيعية بدلًا من عزلهم عن المجتمع وحرمانهم من أبسط حقوقهم أمرًا أصبح ضروريًا.

ومن هذه الحقوق التي أصبحت متوافرة لأطفال شمال قطاع غزة دمج أطفال ذوي الإعاقة العقلية في رياض الأطفال ومحاولة دمجهم في المجتمع وتأهيلهم إن كانت مستوياتهم تسمح للالتحاق بالمدارس لاحقًا.

دمج وتدريس

مدرسة التربية الخاصة شيرين أبو عليوة تحتضن في صفها المخصص لذوي الإعاقة العقلية 9 أطفال، الصف في روضة عادية يقصدها الأطفال الذين لا يعانون من أي مشاكل عقلية.

وقالت لـ"فلسطين": "الأطفال الموجودون في هذا الفصل يتراوح مستوى ذكائهم ما بين البسيط، المتوسط والشديد، وتوضع خطة تعليمية بحتة كما هو مخصص لبقية أطفال الروضة، ولكن تبسط للأطفال بحيث تكون في مستوى فهمهم وذكائهم.

وقالت أبو عليوة: "الأهداف التعليمية مشابهة تمامًا لما يدرسه بقية أطفال الروضة سواء في اللغة والكتابة وغيرها من المفاهيم المفروضة عليهم، ولكن طريقة التدريس هي المختلفة عن بقية الفصول".

وأضافت: "ولكن هذا لا يعني أن هؤلاء الأطفال يبقون في الفصل منفصلين عن بقية الأطفال، بل يدمج بعضهم في الفصول العادية، وفي وقت الاستراحة وحتى ركوب الباص"، لافتةً إلى أن الهدف الرئيس محاولة دمج هؤلاء الأطفال مع نظرائهم من الأطفال والمجتمع المحيط بهم.

وأشارت أبو عليوة أن تتيح فرصة تدريس الأطفال في رياض الأطفال فتح مجالًا أمامهم في التحاق بعضهم فيما بعد بالمدارس العادية كنظرائهم من الأطفال الآخرين، وذلك بعد اجتيازهم اختبارات التربية والتعليم المخصصة لذلك.

ونبهت إلى أن حمل تدريس هؤلاء الأطفال لا يقع فقط على المدرسة الخاصة أو الروضة بل على الأهل أيضًا؛ بمتابعة الطفل بحل واجباته، وقدرته على ارتداء الملابس والقيام الأمور الشخصية لوحده، منبهة إلى أن الأهل مجبرون على زيارة أبنائهم شهريًّا في الروضة التي يدرسون بها.

وأكدت أبو عليوة أن المشروع يهدف لزيادة الوعي عند الأهالي بأن طفلهم ليس معاقًا، ويمكن دمجه مع بقية الأطفال الأصحاء، وأن بإمكانه اكتساب المهارات وزيادة وعيه وفهمه، مشددةً على أن هذا المشروع يحمي الأطفال من أن يكون الشارع مصيرهم الأول والأخير.

ويلتحق بهذا المشروع 36 طفلًا موزعين على 5 فصول في أربع رياض أطفال في شمال قطاع غزة، واحدة في جباليا، وأخرى في بيت لاهيا، وروضتين في بيت حانون إحداهما خصصت فصلين لهؤلاء الأطفال.

مهارات وقدرات

عبير سليمان مدرسة تربية خاصة في إحدى رياض الأطفال في بيت لاهيا لديها سبعة أطفال في الفصل المخصص لهم، تحاول تخصيص وقت يتناسب لكل طفل مع قدراته ومستوى تفكيره.

وقالت لـ"فلسطين":" الأطفال الملتحقون بهذا الفصل تتفاوت مستويات تفكيرهم العقلية وهو ما يحتاج لتخصيص بعض الوقت لكل طفل لتعزيز المهارة التي تنقصه ويحتاج إلى تعلمها وتطويرها".

وأضافت سليمان: "الأطفال يحتاجون إلى جلسات فردية نظرًا لاختلاف المهارات واختلاف مستواهم العقلي وقدراتهم"، لافتةً إلى أن أول شيء تقوم به عند بدء التدريس هو تنشيط الأطفال والقيام بالتمارين الرياضية ثم مراجعة المهارات اليومية.

وأوضحت أن الطفل يتعلم مهارات الحياة اليومية عامة، كالأشكال، الألوان، الأحجام، الصور، الحيوانات، الأحرف والأرقام، مشيرة إلى أنهم يدمجوا مع بقية الأطفال ليتعلموا الاندماج مع غيرهم.

وأردفت سليمان: "الطفل يبقى في المدرسة كبقية الأطفال لمدة 4 ساعات وهي مدة الدوام الطبيعية في أي روضة ويعودون لمنازلهم مع بقية زملائهم في الباص، كما أنهم يتشاركون وقت الاستراحة واللعب في فناء الروضة وكذلك المشاركة في الرحلات.

ويقوم على هذا المشروع الإغاثة الطبية الفلسطينية التي ترى أن تجربة دمج الأطفال ذوي الإعاقة العقلية في رياض الأطفال من التجارب النادرة في قطاع غزة، وبدأت التجربة الأولى في العام الماضي واستفاد منها 47 طفلًا وطفلة من 4-11 سنة.

وخلال العام الماضي استطاعت الإغاثة الطبية دمج 11 طفلًا في المدارس العادية من رياض الأطفال مما جعل المشروع قادرًا على إحداث نقلة نوعية في حياة الأطفال ورضا كامل من أولياء الأمور.

كما يدمج المشروع 15 طفلًا في رياض الأطفال نفسها مع الأطفال الآخرين لتلقي العديد من المواد التعليمية في بيئة الروضة، تحقيقًا للدمج التعليمي الأكاديمي والمكاني، لتهيئتهم للمدرسة فيما بعد.

وتبلغ نسبة الإعاقة العقلية تخلف عقلي بسيط ومتوسط وشديد في قطاع غزة نسبة 8.52% من مجموع الإعاقات الكلية في قطاع غزة. حيث يوجد 1069 حالة إعاقة في الفئة العمرية أقل من 18 عامًا.

اخبار ذات صلة