تعد العين من الأعضاء المهمة في جسم الإنسان، فمن خلالها يستطيع الإنسان رؤية الأشياء من حوله، ومن دون العين تتحول الحياة إلى سواد، والنظر هو أحد الحواس الخمس الرئيسة في جسم الإنسان، ولكن هذه العين قد تتعرض لبعض المشاكل والأمراض التي تجعل الرؤية غير واضحة أو تعاني من بعض الاختلالات.
اختصاصية البصريات ميسون حلس قالت: "آلية الرؤية في العين تتم بانعكاس الأشعة الساقطة على الأجسام من حولنا إلى العين مرورًا بالعدسة، والجزء الشفاف المسؤول عن تجميع الأشعة، وتتكون صورة مصغرة ومقلوبة لهذه الأجسام علىشبكية العين، وتحولها إلى إشارات تنتقل إلى الدماغ عبر العصب البصري، وعليه يكوّن الدماغ صورة مجسمة واضحة وحقيقية".
وأوضحت أن أسباب ضعف النظر عوامل وراثية، وتزداد فرص الإصابة بضعف النظر نتيجة التقدم في العمر خاصة بعد سن الأربعين؛ ويحدث ذلك نتيجة لتصلب عدسة العين حيث تفقد المرونة والشفافية فيحدث تعتيم وغباشة للرؤية.
وأضافت حلس: "عدم الاهتمام بالتغذية السليمة وعدم الحصول على العناصر الغذائية الضرورية، وتعرضها للعديد من الملوّثات، وعدم الاهتمام بنظافتها يؤدي إلى الإصابة بأمراض فيروسية وبكتيرية خطيرة تصل لفقدان النظر، إلى جانب إرهاق العينين في النظر للأجهزة الإلكترونية، وعدم أخذ قسط كافٍ من النوم، أو الإصابة ببعض الأمراض كالسكري".
وأشارت إلى أن هناك عيوبا بصرية كثيرة ومنتشرة بين مختلف الفئات العمرية وبخاصة بين الأطفال وكبار السن، ومن أكثرها انتشارًا، طول النظر وفي هذه الحالة يتمكّن المصاب من رؤية الأجسام البعيدة، لكنّه لا يستطيع رؤية الأشياء القريبة منه بوضوح ويراها بصورة ضبابية مزعجة، كما تتجمّع الأشعة المنعكسة عن الأجسام في نقطة خلف الشبكية، بالتالي تبدو الصورة غير واضحة، والمصاب بطول النظر يجد صعوبة بالغة في القراءة والكتابة.
وبينت حلس أن علاج ضعف النظر يكون باستخدام العدسات اللاصقة الطبية والنظارات، وقد يتم باستخدام الليزر، وتختلف طرق العلاج بناءً على كل حالة والطبيب من يقرر أي الطرق أفضل للمريض.
ولفتت إلى أن قصر النظر هي الحالة المعاكسة لطول النظر، ويستطيع المصاب رؤية الأجسام القريبة منه جيدًا، بينما يجد صعوبة في رؤية الأجسام البعيدة حيثُ يراها بصورة غير واضحة، وفي هذه الحالة تسقط الأشعة أمام القرنية وليس عليها.
وتابعت حلس حديثها: "ومن العيوب أيضًا، اللابؤرية وتسمى أيضا بالإستجماتيزم، حيثُ تكون الرؤية للأشياء في هذه الحالة بصورة مشوشة وضبابية وغير واضحة معظم الوقت، سواء كانت هذه الأشياء قريبة أم بعيدة عن المصاب، أمّا أسباب حدوث هذا الضعف في العين فتكون نتيجة وجود خلل في قرنية العين؛ حيث تتجمع الأشعة في أكثر من نقطة على القرنية بسبب زيادة نسبة تحدّب أحد جانبي القرنيّة عن الآخر".
فيجب الاهتمام بالعين وصحتها ولا يجوز الاستهتار في حال وجود أي خلل، كما يجب الفحص الدوري للعين للتأكد من عدم وجود أي مشكلة، فالرؤية نعمة عظيمة من نعم الله سبحانه وتعالى للإنسان.
