قائمة الموقع

ابنك يريد منك الإنصات لا اللوم والنقد

2019-03-01T08:32:19+02:00
ما يريده الأبناء من الآباء أيضًا أن يتفهموا أفكارهم وسببها

هل فكرت يومًا أن تسأل نفسك: ماذا يتمنى مني ابني؟، بعيدًا عن تفكيرك المجرد أن لقمة العيش هي أهم شيء يحتاج له، ففي الحقيقة رغم حاجته الماسة لها هي ليست من أولوياته، بل علاقتكما المنسجمة معًا والإنصات له وتقبله كما هو.

فعليكما –أيها الأب وأيتها الأم- التعرف إلى السلبيات والأشياء التي تدمر معنويات طفلكما وتؤثر عليه سلبًا، والبحث عن الطرق السهلة والمبسطة التي يمكن اتباعها مع أي طفل، لتحصلا على النتائج في أقصر وقت.

حسب السن

اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب بين أن أمنيات الأبناء تختلف حسب سن الابن،ففي الطفولة يتمنى الطفل أن يجد أبوين يحميانه ويلبيان له جميع مطالبه، وأن يشعراه بالحب والعطف، وأن يتفهما كل ما يصدر منه.

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن في مرحلة المراهقة تتغير تلك الأمنيات فتصبح إتاحة الفرصة له للتفكير وتنفيذ رغباته، أو أن يتمتعا بالمرونة الكافية في التعامل مع أزماته، ويحتاج إلى والدين يصادقانه ويشعران بما يفكر.

وأشار إلى أنه في مرحلة الرشد يتمنى على الأب أن يوجهه ويخطط معه ويسانده في تأسيس حياته، من زواج وسكن، إذ تتركز العاطفة الأبوية في مقدار ما يقدمان، مع وجود العاطفة والميل لطاعتهما، إذا أسس الطفل على القيم الإسلامية، أو الميل للاستقلال، إذا لم تغرس هذه القيم في الطفولة.

وأفاد أن ما يريده الأبناء من الآباء أيضًا أن يتفهموا أفكارهم وسببها، وأن يكونوا قريبين عاطفيًّا منهم، وأن يتقبلوا سلوكياتهم الصحيحة والخطأ.

السلبيات

ومن السلبيات التي يريد الأبناء أن يتجنبها الآباء عند التعامل معهم ذكر اختصاصي الصحة النفسية: النقد، واللوم، والمقارنة، والسخرية، والتسلط والعنف، والتعميم، وعدم الإنصات، سبع مكروهات عند الابن.

وبين أن النقد يميت الإيجابية لدى الأبناء، واللوم يميت المبادرة، والسخرية تشعر الابن بالدونية، والتسلط يشعر الطفل بالقهر، والعنف من أكثر الأشياء التي تؤلم النفس والبدن؛ فهو يعود الطفل كمًّا كبيرًا من السلوكيات الضارة، ولربما تصبح عاملًا أساسيًّا في تركيب شخصيته في المستقبل.

ولفت أبو ركاب إلى أن التعميم يقتل الشعور بالاستقلال والفردية، وعدم الإنصات يولد لدى الابن شعورًا بعدم الأهمية، بل يعد من أخطر السلوكيات التي من الممكن أن تجعل من الابن شخصًا غير مبالٍ وعنيف، لأن الأفكار والمشاعر هي طاقة موجودة لدى الابن، وإن لم يفرغها في الوجهة الصحيحة تحولت إلى سلوكيات خطيرة.

وحذر من أن الصراخ عند التعامل مع الأبناء سلبية تهدم كل شيء، وربما تقوم به الأم آلية للتفريغ النفسي فتشعر به أنها تفرغ كمًّا كبيرًا من الشحنات السلبية، وهي طريقة للتعبير عن الغضب.

وذكر اختصاصي الصحة النفسية أن الصراخ بعيدًا عن كونه تفريغًا نفسيًّا للألم هو طريقة تشعر الابن بالاستياء والخوف والرهبة، ولربما الإهانة اللفظية التي يقوم بها الوالدان هي أخطر وأقوى من العقاب البدني.

ونصح الأمهات بالخضوع لتفريغ الضغط النفسي بأكثر من طريقة، خصوصًا لو عرفنا أن كثرة الصراخ على الطفل ممكن أن تؤدي إلى عدم المبالاة، أو إلى الفزع والشعور بالدونية والخوف من الآخرين، بل إلى الانطوائية داخل المنزل.

اخبار ذات صلة