فلسطين أون لاين

​بسبب الحصار والتجاهل الدولي

البنا لـ"فلسطين": تداعيات كارثية وشيكة على "الصرف الصحي" في غزة

...
مازن البنا
غزة - فاطمة الزهراء العويني

حذر نائب رئيس سلطة المياه في قطاع غزة، من تداعيات كارثية وشيكة على قطاع الصرف الصحي؛ لتجاهله دولياً، واستمرار الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 12 عاماً.

وأوضح البنا في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، أن التباطؤ والتأجيل في تنفيذ المشاريع المقرة في مجال الصرف الصحي، بسبب الحصار وامتناع الدول المانحة عن تنفيذها - حيث لم ينفذ نصفها - سيكون له تداعيات كارثية على هذا القطاع.

وقال البنا: دون توفير تيار كهربائي طوال اليوم، وبدون تنفيذ المشاريع المطلوبة، فلن يكون هناك قدرة على إدارة نظام الصرف الصحي بالشكل المطلوب، وسيما أن الأمر يسير ضمن حلقة واحدة مترابطة.

وأشار إلى تداعيات الحصار الإسرائيلي على قطاع الصرف الصحي الذي سيؤثر بدوره على مياه الشرب وصحة المواطن، وسيؤثر على معالجة الصرف الصحي بالشكل المطلوب وبالتالي تدهور الخزان الجوفي "المشترك بين غزة و(إسرائيل)".

وإضافة إلى التداعيات السابقة، بحسب البنا، فإن استمرار ضخ المياه العادمة لشاطئ البحر سيؤدي إلى تلوثه وسينتقل التلوث من منطقة شمال القطاع عبر التيارات المائية إلى شواطئ فلسطين المحتلة عام 1948م.

وكان تقرير إسرائيلي أعدته جامعة "بن غوريون" العبرية، الثلاثاء الماضي، حذر من خطورة مياه الصرف الصحي في غزة، مؤكداً أنها "على شفا هاوية، وقد تنهار في أي لحظة".

وأوضح التقرير أن وضع الصرف الصحي في غزة سيكون له تأثيرات وتداعيات مباشرة على (إسرائيل)، بما في ذلك انتشار الأمراض والأوبئة والتلوث.

وأضاف البنا أن الصرف الصحي في غزة ليس سهلا، فمحطات الصرف الصحي الموجودة تستقبل كمية مياه عادمة أضعاف الكمية المخصصة لمعالجتها، فمثلاً – في فصل الصيف- تستقبل محطة الشيخ عجلين للمعالجة حوالي 70 ألف كوب في اليوم بينما قدرتها الاستيعابية لا تتجاوز40 ألف كوب ما يحول دون إتمام عملية المعالجة بالشكل المطلوب.

وأكد أن هناك مشكلة أخرى تواجه محطات المعالجة، تتمثل بأزمة الكهرباء، فلا تقدر البلديات على توفير السولار اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية؛ لبقاء عمل المحطات في ظل الأزمة المالية التي تعانيها، مستدركا: "المفترض أن تعمل المحطات طوال اليوم فالعجز عن توفير الكهرباء اللازمة يجعل المعالجة لا تتم بالجودة المطلوبة".

ويوجد في غزة، أربع محطات معالجة: الشيخ عجلين، وادي غزة، ورفح، وخان يونس، تعمل بالحد الأدنى في ظل الحصار، وفق البنا الذي لفت إلى أن المخطط المستقبلي يقوم على تشغيل ثلاث محطات جديدة، حيث بدأ العمل في محطة المعالجة في جباليا والتي من المفترض أن تعيد ضخ المياه المعالجة للمزارعين "لاستخدامها في الري والتوقف عن استخدام المياه الجوفية، لكن أزمة الكهرباء تحول دون ذلك".

واستطرد المسؤول الحكومي: المفترض أن تقوم مصلحة مياه بلديات الساحل هذا العام بتشغيل محطتيْ معالجة الأولى في البريج لتخدم منطقتيْ غزة والوسطى "حتى يتحول دور محطة الشيخ عجلين لمجرد تزويد تلك المحطة بالمياه العادمة حتى يتم تحويلها للمزارعين في المكان، والثانية في خان يونس في منطقة "معبر صوفا".

وناشد البنا المجتمع الدولي ضرورة رفع الحصار عن غزة، وتنفيذ المشاريع التي تساهم في الحد من تلوث البيئة كـ"محطة التحلية الإقليمية" (التي كان من المفترض أن تُبنى في 2020م) لتحلية مياه البحر للحد من استنزاف الخزان الجوفي، بعد أن وصلت نسبة ملوحة مياهه إلى أربعة أضعاف النسبة المسموح بها دولياً.