فلسطين أون لاين

​"التهديد الإيراني".. حرب أمريكية باردة للسطو على الثروات العربية

...
غزة - يحيى اليعقوبي

تستغل الإدارة الأمريكية خشية دول عربية من إيران في تعزيز تحالف يجمع العرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، يمنح الطرف الأخير امتيازاً حصرياً بأن يصبح مركزاً اقتصاديا يسيطر على اقتصاد الدول العربية.

ويقول وكيل جهاز المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد: "إن الدول العربية في مؤتمر "وارسو" حققت للاحتلال الإسرائيلي لم يكن يحلم به، فالدول العربية تعرف أن هذا الحلف الذي يتم إنشاؤه تحت ستار وغطاء مكافحة "الإرهاب" وإيران لن يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أمريكا هيأت العرب لهذا المنزلق.

حلم إسرائيلي

وأضاف اللواء المصري لصحيفة "فلسطين" أن الهدف من هذا التحالف هو دمج الاحتلال الإسرائيلي بالدول العربية وإقامة علاقات سياسية تمهد لإنشاء مشروع الاقتصاد الإقليمي، وتحقيق استثمارات إسرائيلية بالدول الخليجية، لكي تصبح (إسرائيل) مركزا إقليميا اقتصاديا بالشرق الأوسط تتبعه كل الاقتصادات الإقليمية وتسيطر عليها وهو ضمن خطة الاحتلال الإسرائيلي (2020)، والدول العربية تساعدها في تحقيق الهدف، ومن يملك الاقتصاد سيملك القرار السياسي.

وبيّن أن أمريكا تحاول من خلال هذا الحلف، إنشاء وكيل لها – تموله الدول العربية - في مكافحة "إيران" بأن تظل إيران مصدر توتر في الشرق الأوسط، حتى تحصل على أموال الدول العربية مقابل توفير الحماية لها، في المقابل تستنزف الأموال العربية في مجال التسليح.

وقال اللواء المصري إن أمريكا تستثمر الحرب الباردة بين العرب وإيران، والتلويح بالعمل العسكري ضد إيران دون الدخول فيه من أجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

تداعيات على المنطقة

من جهته، رأى الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور أن مؤتمر وارسو هو امتداد لسياسات أمريكية قديمة ومتجددة هدفها الرئيس تكريس الاحتلال الإسرائيلي ككيان طبيعي في الوطن العربي، يقيم علاقات طبيعية مع دولنا العربية والإسلامية.

وقال بشور لصحيفة "فلسطين" إن مصير هذا المؤتمر "لن يكون مختلفاً عن مصائر مؤتمرات وأحلاف مماثلة عرفتها الأمة على مدى عقود، وكان آخرها مؤتمر شرم الشيخ عام 1996 باسم "صانعي السلام" وخرجت منه الحروب على لبنان وفلسطين، التي باءت بالفشل".

واستبعد أن يحدث تداعيات مختلفة عن تداعيات السياسة الأمريكية والإسرائيلية المعتمدة منذ سنوات الهادفة إلى ضرب المقاومة في فلسطين ولبنان وداعميها باعتبارها العقبة الرئيسية بوجه مشاريع تكريسه ككيان طبيعي في المنطقة.

وأضاف بشور: "لعل الإجماع الفلسطيني على رفض المشاركة في حلف وارسو الجديد، كما الإجماع الفلسطيني على رفض "صفقة القرن" التي يعد مؤتمر وارسو أحد أشكالها".

ويرى المفكر اللبناني أن مواقف بعض الدول العربية المهرولة للتطبيع، بالتحالف مع (إسرائيل) ليست جديدة بل هي تعود إلى زمن بعيد، ومع ذلك لم تنجح حتى الآن في الإجهاز على القضية الفلسطينية وعلى المقاومة المجاهدة في سبيل تحرير الأرض.

ولفت بشور إلى أن مواقف حكومات وأنظمة دول عربية تطبع مع (إسرائيل)، لا تمثل رأي شعوبها التي تعترض بشكل جذري على هذا التعاون العربي مع دولة الاحتلال.

ورأى أن التحريض ضد إيران يهدف أيضاً إلى تخويف حكومات عربية وابتزازها مالياً عبر شراء الأسلحة وغير الأسلحة.

وأضاف بشور: "إن إحباط هذا المخطط الأمريكي مرهون بالوعي لمخاطره من جهة، وبالتأسيس لعلاقات عربية إيرانية خالية من بعض الشوائب العالقة على قاعدة الاحترام المتبادل لسيادات الدول ومصالحها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".