كوشنير، وغرنبيلات ، يطوفان على دول الخليج والمملكة لتسويق صفقة القرن. المصادر الأميركية تزعم أنها ستعلن عن صفقة القرن بُعيد الانتخابات الإسرائيلية، أي في شهر إبريل أو مايو من هذا العام. أنظمة الخليج والمملكة لم تعلن موقفها من صفقة القرن، ولم تشرح لمواطنيها مضمون هذه الصفقة؟! الصفقة تروح وتجيء في عتمة الدبلوماسية والمصالح بعيدا عن الإرادة الشعبية. الشعوب الخليجية، كغيرها من الشعوب العربية ترفض التنازل عن القدس، وترفض تطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية.
في فلسطين، لا أحد يتعامل مع الصفقة، وجميع الفصائل والأحزاب ترفضها، وتنظر للخطوات الأميركية بخوف وارتياب، ولكنها تخشى من قبول دول الخليج لها، ومن ممارسة الخليج لضغوط على السلطة للتعامل معها. أميركا لا تخيف الفلسطينيين، دول الخليج والمملكة ومصر هي من تخاف منهم الفصائل. الموقف الخليجي ما زال غامضا، ولكن لماذا يتردد كوشنير على عواصم هذه الدول ليروج للصفقة. لو كانت لهذه العواصم مواقف حاسمة بالرفض لما سكنها كوشنير، ولما اتخذها منطلقا لجولاته المتكررة للمنطقة.
صفقة القرن، تحمل في طياتها تصفية رديئة للقضية الفلسطينية، وتقفز عن جلّ الحقوق الفلسطينية الثابتة وطنيا، كحق العودة، والقدس، والدولة المستقلة، والسيادة الحقيقية، والحدود المفتوحة، وتعطي ( إسرائيل) القدس، والمستوطنات، والحدود مع الأردن، والمرجعية السيادية، وتغلق أبواب العودة أمام اللاجئين. صفقة القرن تحمل السم الزعاف للقضية الفلسطينية، ومن ثمة لا يمكن أن تجد فلسطينيا لديه استعداد أن يتعامل معها، حتى لو كان ضعيفا سخيفا أو حتى عميلا حقيرا.
الصفقة تحمل في ذاتها عناصر فشلها وهدمها، ومن ثمة سيزول ترامب من البيت الأبيض، وستزول معه الصفقة، وستأتي أميركا الجديدة بمشروع آخر يقوم على مناورة ومخادعة، إلى أن يصحو العرب والفلسطينيون من غفلتهم، ويأخذوا بيدهم حل قضيتهم؟!
متى يصحو العرب؟! الجواب: حين يصحو الفلسطينيون من اعتمادهم على أميركا والغرب وغيرهم لحل قضيتهم. الفلسطينيون هم مفتاح القضية والحلّ بيدهم دون غيرهم، قولا واحدا لا قولان، ومن لا يؤمن بهذا سيبقى ككرة القدم يتقاذفها اللاعبون أمام المتفرجين؟! لذا فهم يخافون العرب، أكثر مما يخافون كوشنير ونتنياهو.