فلسطين أون لاين

قرار إعادة إغلاق "باب الرحمة".. أين سيقود الأمور في القدس؟!

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة– غزة/ يحيى اليعقوبي:

يبدو أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بانتكاسة نتيجة انتصار المقدسيين بفتح باب الرحمة في 22 فبراير/ شباط الجاري بعد 15 عامًا على إغلاقه، ويريد، كما يرى مراقبون، بإعادة إغلاق الباب، رد الاعتبار وتحقيق مكسب انتخابي بذلك.

قرار تطبيقه لن يكون سهلاً نتيجة احتمالية تصاعد المواجهة بين الاحتلال والشارع المقدسي وتطورها إلى أرجاء الضفة وهو ما يخشاه الاحتلال، وهذا ما يفسره صدور القرار عبر وسائل الإعلام العبرية.

وأصدر نتنياهو، أوامر بإغلاق مصلى "باب الرحمة" التابع للمسجد الأقصى المبارك، وإخلائه من محتوياته، بالإضافة إلى العمل في مواجهة مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس المحتلة.

وأفادت القناة الإسرائيلية الرسمية "كان"، مساء أمس، أن نتنياهو طالب أجهزة أمن الاحتلال بإعادة إغلاق "مصلى الرحمة" دون تسويات مع مجلس الأوقاف، وأن (إسرائيل) نقلت إلى الأردن موقفها حول هذا الشأن، وأخطرتها بنيتها إغلاق المصلى.

هزيمة جديدة

عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس جميل حمامي، أكد أن قرار نتنياهو بإعادة إغلاق باب الرحمة يدلل على النفسية المتأزمة التي يعيشها نتنياهو، ولهذا يريد التصعيد.

وقال حمامي لصحيفة "فلسطين": إن "الهيئة الإسلامية العليا، ووزارة الأوقاف الأردنية لا تعنيها القرارات الإسرائيلية بشيء، كون باب الرحمة جزءا من المسجد الأقصى وحق للمسلمين وحدهم دون أي تدخل فيه من أحد، معتبرا القرار الإسرائيلي تصعيدا خطيرا، "وأن المطلوب الثبات وعدم ترك أي فرصة لنتنياهو لجعل باب الرحة ساحة للصراع الانتخابي الذي يعيشه".

وأكد أن المرجعيات الدينية ووزارة الأوقاف الأردنية لن تسمح أن ينتكسوا مرة أخرى بعد الانتصار الذي حققه المقدسيون في فتح باب الرحمة، معتبرا قيام الأوقاف بصيانة باب الرحمة، حقا شرعيا وطبيعيا بترميم المكان الذي أغلق قسرا من قبل الاحتلال، ليكون جاهزا لاستقبال المصلين.

وحول تداعيات قرار نتنياهو، يرجح حمامي أن تبقى الأوضاع مفتوحة، قائلا: "عندما يتحرك الشارع فلا أحد يستطيع أن يضبطه أمام حقه، فهم بصمودهم وثباتهم يريدون التأكيد على حقهم الديني والتاريخي في باب الرحمة، ولا ندري إلى أين تصل الأمور؟".

ونبه إلى أنه في حال تدخل الأردن بالضغط على الاحتلال، فإن الأوضاع يمكن أن تهدأ ويمارس المقدسيون حقهم الطبيعي في الصلاة بمسجدهم، مبينًا أن نتنياهو يريد إعادة الاعتبار له بعدما شعر بانتكاسة جديدة.

لم يتعلم الدرس

المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول من ناحيته: إن "نتنياهو لم يتعلم الدرس من هبة باب الأسباط في يوليو/ تموز 2017م، وهبة باب الرحمة في 22 فبراير/ شباط الجاري، ولا يحب أن يحصل على نصف هزيمة، ولا يريد أن تنتهي الأمور إلا بهزيمة كاملة نتيجة سياسته العنجهية ويأكل الضربة بوضوح.

وأضاف عمرو لصحيفة "فلسطين"، أن نتنياهو استخدم الاعتقالات والإبعاد، ولم تثن المقدسيين عن مواصلة صمودهم، وأنه "يلعب بالنار"، بمحاولة العبث وانتهاز فرصة الانتخابات ولا يدرك حجم الجريمة التي يقوم بها، فبات لا يقرأ الواقع السياسي لدى الفلسطينيين.

وتابع أن المقدسيين متوحدون على قلب رجل واحد، ولن يسلموا مفاتيح باب الرحمة، ويريدون مفاتيح باب المغاربة، وعلى نتنياهو أن يتراجع عن القرار، لأنه يستطيع خلق مواجهة بقرار الإغلاق لكنه لن يستطيع إنهائها، وسينتج عن ذلك مظاهرات بعشرات الآلاف، والأمور ليست بهذه البساطة التي يعقدها نتنياهو.

ولفت عمرو إلى وجود تناغم في قضية باب الرحمة بين الأوقاف الأردنية والشعب الفلسطيني، والمطلوب استمرار جهوزية المقدسيين للدفاع عن أقصاهم، وتنظيم مظاهرات ومحاصرة سفارات الاحتلال في عواصم العالم.

من جانبه، أكد مسؤول الإعلام في دائرة أوقاف القدس، فراس الدبس أن قرار إعادة اغلاق باب الرحمة، تناولته فقط الصحف العبرية ولم يتم تسليم أي جهة فلسطينية قرارًا رسميًا بذلك.

وقال الدبس لصحيفة "فلسطين": "إن مصلى باب الرحمة مفتوح ويوجد به مصلون ولا يوجد تغيير على أرض الواقع، ولا يوجد أي مبرر لإغلاقه، وأن الأوقاف بانتظار دخول المعدات والمواد اللازمة لإعادة ترميمه".

ولفت إلى أن وزارة الأوقاف الأردنية غير راضية على قرار إغلاق باب الرحمة، لكنها لم تتوجه إلى محاكم الاحتلال لعدم اعترافها بها، مضيفًا: "أن الاحتلال يحاول جر الأوقاف للمحاكم الإسرائيلية كي يصبح الأقصى قضية قضائية تستطيع محاكم الاحتلال البت فيها.

وعن إمكانية إصدار نتنياهو قرارًا بإغلاق باب الرحمة، حذر من أن القرار لن يكون سهلاً ولا يمكن السكوت عليه، مشيرًا إلى أن الاحتلال تذرع بتواجد مؤسسة التراث التابعة للحركة الإسلامية لإغلاق الباب في 2003، والآن أصبحت الحركة محظورة بالتالي لا يوجد داع وسبب لإغلاقه.