أكدت فصائل فلسطينية رفضها زيارات مسؤولين أمريكيين لدول عربية، من أجل إقناعها بتطبيق ما تُسمى بـ"صفقة القرن".
وحذرت الفصائل من احتمالية استجابة هذه الدول لتمويل الصفقة، مؤكدةً أنها لن تتراجع عن الحقوق الوطنية المشروعة في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.
وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قالت إن جاريد كوشنير المستشار الخاص للرئيس الأمريكي، برفقة المبعوث الخاص لعملية التسوية جيسون غرينبلات، بدأ بعقد لقاءات مع زعماء دول عربية، لمناقشة "صفقة القرن" التي تستعد واشنطن للإعلان عنها قريبًا.
وشدد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، على أن "كل المحاولات الأمريكية لتشريع وجود الاحتلال الإسرائيلي في قلب المنطقة العربية، ستبوء بالفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته".
وقال البريم في تصريح لصحيفة "فلسطين": إن الشعب الفلسطيني الذي يتحرك ويمثل النضال العربي الإسلامي أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي، سيُفشل هذه المخططات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة وحدة الموقف الفلسطيني؛ لضمان إفشال المخططات الأمريكية.
وأشار إلى أن جوهر كل التحركات هو الالتفاف على الحق الفلسطيني ونزع صدارة القضية الفلسطينية عن الأجندة الدولية. وبيّن أن الإدارة الأمريكية تسعى لخلق عداء جديد بين مكونات الدول العربية والإسلامية، منبّهًا إلى أن العداء المخترع سيكون حليفًا للاحتلال، ما سيترتب على ذلك ملاحقة المقاومة وتجريم الشعب الفلسطيني وحرمانه من فرصة المقاومة.
وأضاف أن هذه التحركات تكشف عن خطورة التطبيع العربي مع الاحتلال، وما سيتبعها مما تُسمى "صفقة القرن"، وإخراج الاحتلال من العداء إلى قائمة الصديق.
وجدد تأكيده أن استكمال مشروع المقاومة المسلحة كفيل بإسقاط كل هذه المشاريع كما السابق، "فشعبنا حاضر في الميدان وخير دليل على ذلك مسيرة العودة وكسر الحصار في غزة، ورفض اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس المحتلتين".
تزوير التاريخ
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، رفض جبهته كل هذه الجولات، قائلًا: "ننظر ببالغ الخطورة لزيارة كوشنير وغرينبلات، سيّما أن الولايات المتحدة شريك مع الاحتلال في ضياع الحقوق الفلسطينية".
وشدد مزهر في حديثه لـ"فلسطين" على أن "كل هذه الإجراءات الأمريكية والجولات المكوكية لن تستطيع تغيير الواقع الفلسطيني وتزوير التاريخ وضياع الحق الفلسطيني"، مضيفا "نحن أصحاب حق ولن نحيد عن الاستمرار في النضال حتى إفشال الصفقة كما الصفقات السابقة".
وذكر أن التطبيع العربي هو الذي يُشجع أمريكا للترويج لـ"صفقة القرن"، خاصة أن الهدف منها هو سرقة خيرات الأمة.
ووجه رسالة للزعماء العرب الذين يلتقون مع الاحتلال بقوله: "أنتم ذاهبون لمزابل التاريخ، لذلك يجب عليكم أن تعودوا للخط الوطني وإعادة القضية الفلسطينية لمركزيتها ومكانتها"، مشددًا على أن "كل هذه الجولات ستبوء بالفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني".
وطالب مزهر قيادة السلطة بتطبيق اتفاقيات المصالحة وإنهاء الانقسام، من أجل مواجهة الإجراءات الأمريكية الرامية لتصفية القضية الفلسطينية، داعيًا السلطة للتحلل من اتفاقية أوسلو وسحب الاعتراف بالاحتلال وإلغاء الاتفاقيات الموقعة معه.
وحذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من النتائج التي قد تُسفر عنها جولة الثنائي الأمريكي كوشنير وغرينبلات في بعض الدول العربية، للترويج لـ"صفقة القرن" التصفوية.
وقالت الجبهة في بيان صحفي أمس: إن ما كشفه كوشنير في تصريحات يُؤكد أن المشروع الأمريكي للحل مبني على حساب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأوضحت أن جولة الثنائي الأمريكي تهدف إلى الضغط على عواصم الدول العربية التي تزورها، لتتحمل مسؤولية تمويل مشروع الحل الأمريكي، في حين يتمتع الاحتلال بمصادرة الأراضي، بعيدًا عن حل القضية الفلسطينية وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.
ودعت الجبهة إلى قطع الطريق على التحرك الأمريكي، بالانتقال إلى الأمم المتحدة وطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين والحماية الدولية لشعبها، والدعوة لمؤتمر دولي لحل المسألة الفلسطينية.